أمد/
نيويورك: قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان يوم الأربعاء، خلال اجتماع لوزراء خارجية دول مجموعة العشرين على هامش الجمعية العامة في الأمم المتحدة، إن "إطالة أمد الحرب على قطاع غزة، وتوسيع نطاقها، وتعميق معاناة الشعب الفلسطيني، يهدد السلم والأمن الدوليين، ويقوض فرص تحقيق السلام الشامل في المنطقة".
وأضاف الأمير فيصل بن فرحان أن "هناك شخصيات سياسية تغلّب مصالحها واعتباراتها الحزبية، على المصالح الجامعة، والسلم الإقليمي والدولي" (في إشارة لما يتردد على موقف نتنياهو)، معتبراً أن "غياب التحرك الدولي الجاد لإيقاف التصعيد العسكري الإسرائيلي المستمر، خير دليل على ما يعانيه النظام الدولي متعدد الأطراف من قصور".
وأكد الأمير فيصل بن فرحان "على الحاجة الماسة للتمسك بالنماذج الناجحة للعمل الجماعي، وأهمية السعي لتطوير وإصلاح المؤسسات الدولية".
وأضاف أن "تداعيات الحروب والصراعات السياسية تقوض جهود إرساء السلم والأمن الدوليين، وتلقي بظلالها على سائر جوانب العمل متعدد الأطراف، وحينما تفشل هذه المؤسسات في القيام بواجباتها الأساسية تجاه هذه الأزمات، يشكل ذلك فجوة في العمل الدولي وأزمة ثقة تنال من شرعيتها، وهذا ما نشهده في تعاطي بعض المؤسسات الدولية مع الكارثة الإنسانية في فلسطين".
وتابع الوزير السعودي: "يتعين على مجموعة العشرين تكثيف جهودها المشتركة لتجاوز العجز الدولي في التصدي للانتهاكات الإسرائيلية الجسيمة للقوانين والأعراف الدولية، وتمكين التوصل إلى وقف إطلاق النار، واعتماد مسار موثوق ولا رجعة فيه لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة".
وفيما يتعلق بإصلاح منظومة الأمم المتحدة، وبالأخص مجلس الأمن، نوه الأمير فيصل بن فرحان إلى أن "الحاجة أصبحت ملحّة لإصلاح جذري لتعويض الخلل في التصدي للأزمات، والاستجابة لاحتياجات الشعوب ومواكبة التحولات الدولية ومتطلبات التنمية".
وأضاف أن "المملكة تؤكد أن الهدف من إصلاح مجلس الأمن هو لتعزيز مصداقيته واستجابته الفعالة، إيماناً منها بأهمية ذلك لمواجهة الأزمات والتحديات المعاصرة، بما يسهم في خلق عالم أكثر عدالة وأمناً واستقراراً".
أبو الغيط
ومن جهة أخرى، شارك الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، يوم الأربعاء، بنيويورك في جلسة النقاش العام رفيعة المستوى في مجلس الأمن والمنعقدة تحت البند الدائم المعنون "صون السلم والأمن الدوليين".
وألقى أبو الغيط كلمة أكد فيها على أن المنطقة العربية تقف في مفترق طرق خطير جراء التصعيد الإجرامي الذي تمارسه إسرائيل في قطاع غزة والضفة الغربية ومؤخراً في لبنان، ومحذراً من اتساع دائرة النار والدمار وخروج الأمور عن السيطرة.
وصرح المتحدث الرسمي باسم الأمين العام جمال رشدي بأن أبو الغيط أشار في كلمته، إلى أن لا أحد في المنطقة يريد حرباً إقليمية، مؤكداً على أن الصراع لم يبدأ في 7 أكتوبر، كما تريد إسرائيل أن تقنع العالم، وهذا ما عبر عنه بوضوح الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية الصادر في 19 يوليو الماضي بأن الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية هو أصل المشكلة، وأن تفكيك الاحتلال هو بداية الحل.
وشدد أبو الغيط في ختام كلمته على أن هذه اللحظة الخطيرة التي تواجهها منطقتنا تستدعي الانتباه والتحرك العاجل من المجتمع الدولي لوقف الانزلاق الخطير نحو الكارثة التي ستتجاوز آثارها المنطقة العربية.