أمد/
الرياح العاتية الصرصر هبّت على المنطقة بأسرها،
خرّبت اعشاش الطيور وكسّرت فروع واغصان الاشجار،
مساكن الطيور دُمّرت واصبحت حطاما ورُكاما ورمادا،
ونُحرت صغار الطيور وفراخها بسيوف حديديّة انهالت على اعشاشها من الفضاء القاتم المغبر، “المدبوز” بالبارود،
لم تعد الطيور تجد ملاذا ولا ملجأ ولا قشّا لبياء اعشاش جديدة،
فقد احرقت الغربان السود حقول سنابل القمح المصفّرة قبل الحصاد، واحالت القشّ والسنابل والقمح إلى رمادٍ، يطير مع هبّات الهواء،
لا اعشاش ولا طيور ولا عصافير تزقزق على فنن اخضر،
الغربان السود دمّرت اعشاش طيور الجنوب وانتقلت لتدمير اعشاش طيور جنوب الجنوب في الجنوب،
انها قصة الجنوب السرمدية مع الشمال،
الشمال الوحشي المتوحّش المُتغطرس الاستعماري أمام الجنوب (الشرق) الطيب وحتى الساذج، يُلدغ من نفس الجحر مراتٍ ومرات،
الغربان السود تحتل اغصان الاشجار وتغتصب المساحات وتبني ما تشاء من بيوت،
“وبلابل الدوح”، الطيور لا تجد اعشاشا تضع فيها بيضها.