أمد/
غزة: تواصل دولة الاحتلال حربها العدوانية على قطاع غزة منذ عام كامل، خلفت أكثر من 180 ألفا بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، جراء إغلاق المعابر، ورغم اعتزام المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات اعتقال دولية بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ووزير جيشها يوآف غالانت، لمسؤوليتهما عن "جرائم حرب" و"جرائم ضد الإنسانية".
ارتفاع حصيلة الضحايا..
أعلنت مصادر طبية، يوم الأحد، ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 41,870، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وأضافت المصادر، أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 97,166 منذ بدء العدوان، في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.
وأشارت إلى أن قوات الاحتلال ارتكبت 3 مجازر بحق العائلات في القطاع، وصل منها إلى المستشفيات 45 شهيدا، و256 مصابا خلال الساعات الـ24 الماضية.
وأوضحت أن عددا من الضحايا لا يزالون تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
مجازر متواصلة..
استشهد ثلاثة مواطنين، مساء يوم الأحد، في قصف للاحتلال استهدف منزلا في مخيم الشاطئ بمدينة غزة.
وأفادت مصادر محلية، بأن فرق الدفاع المدني انتشلت 3 شهداء، بينهم طفلة وامرأة، جراء قصف منزل بمخيم الشاطئ بمدينة غزة، وأنها ما زالت تبحث عن مفقودين آخرين بين ركام المنزل المدمر.
وأشارت مصادر طبية إلى أن 68 شهيدا ارتقوا في غارات على مناطق متفرقة من قطاع غزة منذ فجر اليوم.
أصيب 11 مواطنا، مساء يوم الأحد، في قصف للاحتلال الإسرائيلي استهدف نازحين في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، ومخيم جباليا شمالا.
وأفادت مصادر محلية، بأن طائرات الاحتلال الحربية قصفت خيمة تؤوي نازحين غرب مخيم النصيرات، ما أدى لإصابة سبعة مواطنين.
وأضافت أن الاحتلال قصف مركزا يؤوي نازحين في مخيم جباليا، ما أدى لإصابة 4 مواطنين. كما قصفت مدفعية الاحتلال محيط منطقة الشاكوش شمال غرب رفح، جنوب القطاع.
استشهد عدد من المواطنين وأصيب آخرون، يوم الأحد، إثر استهداف طيران الاحتلال منزلا في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة.
وأفادت مصادر طبية، باستشهاد ثلاثة مواطنين على الأقل وإصابة عدد آخر، بعد قصف طيران الاحتلال في مخيم الشاطئ.
كما استشهد رئيس وحدة جودة التعليم في الأونروا عاهد المقيد برصاص طائرة إسرائيلية مسيرة في مخيم جباليا، كما قصفت مدفعية الاحتلال المناطق الشرقية لبلدة جباليا شمال قطاع غزة.
وأصيب عدد من المواطنين بعد قصف مسيرة إسرائيلية مجموعة من المواطنين في منطقة الشاكوش شمال غرب مدينة رفح، كما أصيب آخرون بعد قصف مسيرة دراجة نارية في منطقة مصبح شمال مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
استشهد ستة مواطنين وأصيب آخرون، يوم الأحد، في قصف للاحتلال الإسرائيلي على جباليا ورفح والزوايدة، بالتزامن مع توغل الاحتلال شرق مخيم جباليا ومحاصرة عشرات العائلات.
وأفادت مصادر محلية، بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي توغلت شرق مخيم جباليا شمال قطاع غزة، وبدأت محاصرة عشرات العائلات داخل المنازل والمدارس التي تؤوي نازحين، يأتي ذلك وسط قصف مدفعي على مناطق سكنية في جباليا البلد.
وأضافت أن طائرات مسيرة أطلقت نيرانها على منازل المواطنين في مخيم جباليا شمال قطاع غزة.
واستشهد الصحفي حسن حمد إثر استهداف منزله في قصف للاحتلال على مخيم جباليا.
وقالت مصادر محلية، إن طواقم الإنقاذ والإسعاف انتشلت جثمان شهيد و5 إصابات إثر استهداف طائرات الاحتلال الحربية مدرسة الإمام الشافعي في منطقة السامر بمدينة غزة، نقلوا إلى مستشفى المعمداني في المدينة.
واستشهد مواطنين وأصيب آخرون إثر غارة للاحتلال استهدفت مدرسة ابن رشد في منطقة الزوايدة وسط قطاع غزة.
وانتشلت طواقم الإسعاف، شهيد من محيط محطة العبادلة الأسطل في منطقة خربة العدس شمال مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وشهيدة وعدة إصابات في قصف الاحتلال منزل لعائلة قبلان بعبسان الكبيرة شرق خان يونس.
استشهد 21 مواطنا على الأقل وأصيب العشرات بجروح، فجر يوم الأحد، في مجزرة جديدة ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق النازحين في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
وأفادت مصادر طبية، بأن طائرات الاحتلال الحربية قصفت مسجدا يؤوي نازحين قرب مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح، ما أدى إلى استشهاد 21 مواطنا وإصابة العشرات بجروح.
وأشارت المصادر إلى أن عددا من جثث الأطفال وصلت المستشفى مقطوعة الرأس، إضافة إلى عدد كبير من الإصابات الخطيرة.
ولفتت إلى أن الطواقم الطبية تفاضل بين الإصابات في محاولة لإنقاذ عدد أكبر من المصابين الذين معظم جروحهم خطيرة، خاصة في وقت يعاني فيه المستشفى من نقص حاد في المستلزمات الطبية وعدم وجود أدوية كافية لمعالجة الإصابات.
استشهد مواطنان بينهم طفلة رضيعة، الليلة، في قصف الاحتلال الإسرائيلي لبلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة.
وأفادت مصادر طبية، باستشهاد مواطنين بينهما طفلة رضيعة وإصابة 11 آخرين، جراء قصف الاحتلال لمنزل يعود لعائلة المصري في بيت لاهيا.
كما شنت طائرات الاحتلال عشرات الغارات على مناطق شمال القطاع، مخلفة عشرات الشهداء والجرحى غالبيتهم من الأطفال.
23 مستشفى في قطاع غزة خرجت عن الخدمة بعد عام على حرب الإبادة
أفادت مصادر طبية، بأن 23 مستشفى من أصل 38 في قطاع غزة خرجت عن الخدمة، مع مرور عام على حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة.
وأضافت أن عدد شهداء القطاع الصحي 986 شهيدا، بعد مرور عام كامل على العدوان الإسرائيلي.
وأشارت إلى أن 130 مركبة اسعاف خرجت عن الخدمة نتيجة استهدافها وتضررها خلال العدوان الإسرائيلي المتواصل.
النساء والأطفال يدفعون الفاتورة المضاعفة للإبادة الجماعية بغزة
خلال عام من الإبادة الجماعية الإسرائيلية التي بدأت في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 في قطاع غزة، لم تسلم النساء والأطفال من أهوال الجرائم المرتكبة بحق المدنيين حيث تعرضوا لأشكال مختلفة من العنف بما فيه القتل والإصابة والفقد.
الواقع القاسي الذي خلفته هذه الإبادة، ضاعف من أعباء النساء اللواتي وجدن أنفسهن أمام مسؤوليات ثقيلة بعد استشهاد المعيل الأساسي لأسرهن، فتحملن بشكل مباشر مسؤولية رعاية الأطفال بمتطلباتها الكبيرة خاصة فيما يتعلق بتوفير "الأمن" بحده الأدنى عبر قيادتهن لرحلات النزوح المتكررة، والنجاة بأطفالهن من جحيم الغارات الإسرائيلية.
وشكلت النساء إلى جانب الأطفال ما نسبته 69 بالمئة من إجمالي الضحايا، حيث استشهد منهن نحو 11 ألفا و458 سيدة، بينما بلغ عدد الشهداء من الأطفال حوالي 16 ألفا و891، فضلا عن إصابة عشرات الآلاف، بعضها كانت إصابات عميقة وصعبة تضمنت بترا لأحد الأطراف أو كليهما ما فاقم من مأساة النساء وألم الأطفال.
إلى جانب ذلك، تتحمل النساء أعباء البحث عن بدائل اقتصادية لتوفير لقمة العيش لأسرهن وسط صعوبة وصولهن للاحتياجات الأساسية من الغذاء والمياه، يساعدهن في ذلك الأطفال.
كما تعاني النساء من آثار نفسية وصفها أخصائيون بـ "العميقة" جراء الظروف غير العادية التي يمررن بها يوميا، خاصة تلك الفئة التي تعرضت لفقدان أحد أفراد أسرتها أو أطرافها.
وفي 18 تموز/يوليو الماضي، قالت الممثلة الخاصة لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في فلسطين ماريس غيموند، في تصريحات نشرها الموقع الرسمي للأمم المتحدة، إن "مليون امرأة وفتاة في غزة يتحملن أسوأ أعباء حرب ممتدة".
وأضافت: "النساء في غزة جائعات ومنهكات ومريضات، يحافظن على بقاء الأسر معا على الرغم من أنهن يعشن في خوف مستمر وفقدان".
وتابعت: "كل امرأة قابلتها كانت قصة فقدان، أكثر من 6 آلاف أسرة فقدت أمهاتها".
أعباء ثقيلة
المواطنة ابتسام جندية (52 عاما)، تقول إنها مرت منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر بنحو 8 رحلات نزوح بدءا من مكان إقامتها بالشجاعية شرق مدينة غزة حتى إقامتها الحالية داخل مدرسة الرملة للإيواء شرق المدينة.
وأضافت للأناضول: "في كل رحلة نزوح، كنا نخرج من المنزل بملابسنا التي نرتديها فقط".
وهنا تبدأ مراحل المعاناة بالنسبة لـ"أم محمد" في توفير أساسيات الحياة لها ولنحو 12 شخصا تتولى مسؤولية إعالتهم.
وبعد استشهاد نجلها منذ 7 أشهر بنيران الاحتلال الإسرائيلي وإصابة الآخر وانتقاله إلى جنوب قطاع غزة للعلاج، تحملت "أم محمد" مسؤولية إعالة وحماية زوجتيهما وأبنائهما.
وحلت جندية محل معيلي أسرتين، رغم الحالة النفسية الصعبة التي تمر بها جراء فقدان أحد أبنائها وإصابة الآخر وعدم رؤيته منذ عام.
وتقول بعيون دامعة: "ابني قبل استشهاده كان يوفر مستلزمات الحياة، لم أتحمل مسؤولية أي شيء قبل ذلك".
وتضطر لأن تكون قوية من أجل هؤلاء الأطفال، فتخرج وحيدة بحثا عن الحطب المستخدم لإشعال النيران للطهي أو تسخين المياه، وفق قولها.
وتشير إلى اعتمادهم الكبير على المواد الغذائية المعلبة التي ألقت بآثارها السيئة على صحتها وصحة الأطفال، وذلك لندرة توفر الطعام.
معاناة مضاعفة
بعد تدمير منزلهم في حي الشجاعية، فقدت العائلة كافة مستلزمات الحياة الخاصة بها حيث تواجه "جندية" معاناة في توفيرها مع كل رحلة نزوح خاصة ما يتعلق بالملابس والأغطية والأواني.
وتضيف: "مرت علينا في أماكن النزوح أجواء شديدة الحرارة صيفا وأخرى شديدة البرودة شتاء، ونحن لا نملك ملابس ومستلزمات تتناسب معها".
وتشير إلى أنها في الشتاء ولنقص المستلزمات، لجأت لفرش الكتب والأوراق المدرسية على الأرض للتخفيف من لسعاتها الباردة على أجساد الأطفال.
كما دفعت ثمنا كبيرا لظروف الحياة القاسية داخل مركز الإيواء، حيث أصيبت يداها بحروق واضحة وتشققات جراء الطهي على النار وغسل الملابس يدويا.
واستكملت قائلة: "الأطفال أيضا أصيبوا بأمراض جراء هذه الظروف سواء جلدية أو معوية".
وتشير: "قبل الحرب كانت الحياة سهلة، كل شيء متوفر، الكهرباء والغسالة والمياه الصالحة للاستخدام والصابون وآلة الطهي، اليوم لتوفير أي شيء هناك معاناة مختلفة".
وتصف طبيعة الحياة قائلة: "أصبنا بحالة من اللا مبالاة وسط الحزن والجوع والخوف والبرد والتهجير والبعد عن الأحبة".
وتتساءل قائلة: "ما هي الحياة بالنسبة للأم عندما تفقد ابنها؟ بعد انتهاء الحرب كيف ستعود الحياة؟ لن تكون هناك حياة لي ولا لغيري".
ظروف قاسية
من جانبها، تشكو المواطنة الستينية نوال الغماري من قسوة الظروف التي مرت بها جراء الإبادة الإسرائيلية.
وتقول الغماري وهي تقيم حاليا بمدرسة "الزهراء" شرق مدينة غزة التي تعرضت للقصف الإسرائيلي أكثر من مرة: "استشهد زوجي في تموز/يوليو الماضي، جراء إصابته باستهداف إسرائيلي"، مشيرة إلى أنه "بقي 3 أيام داخل المنزل شهيدا دون أن أجد أحد ينقله للمستشفى ويدفنه".
وتتابع للأناضول: "عند استشهاده وضعت عليه غطاء كما وضعت وسادة تحت رأسه، وقرأت آيات قرآنية".
وفي اليوم الرابع بعد استشهاده، تمكن نجله من إخراجه من المنزل قبل النزوح منه ودفنه، وفق ما قالت بصوتها المنهك.
وعن ظروف المعيشة تقول الغماري، إنهم في غزة صبروا على الجوع والعطش، لافتة إلى "وجود معاناة كبيرة في توفير الغذاء والمياه".
انعدام الخصوصية
من جانبها، تقول المواطنة منى سلوت وهي أم لشهيدين وشقيقة لـ3 شهداء وزوجة معتقل: "لم يبق لي معيل، أولادي وأشقائي وزوجي كلهم ذهبوا".
وتضيف سلوت النازحة من شرق خان يونس جنوب قطاع غزة للأناضول: "عندما نزحنا من المنزل نحو مدرسة إيواء واجهنا ظروفا صعبة، حيث الاكتظاظ داخل الغرف الصفية".
وتوضح قائلة: "في تلك المراكز تنعدم خصوصية المرأة تماما حيث تجد معاناة كبيرة في تغيير ملابسها أو استعمال دورة المياه أو الجلوس بمفردها".
وتردف: "كل صف فيه 50 فردا على الأقل، لو أردنا تغيير الملابس لابد من أن نصنع ساترا من القماش لنتمكن من ذلك، أما دورة المياه والاستحمام فنحتاج لنحو 3 أيام للعثور على مكان أو لتوفير المياه اللازمة".
سلوت وهي مريضة سكري تقول إن "الدخان الناجم عن إشعال النيران باستخدام الحطب والنايلون يسبب لها حساسية في الصدر ما يدخلها بحالة صحية صعبة".
كما أصابها غسيل الملابس يدويا، وفق ما تقول، "بأمراض جلدية من حساسية وحكة وظهور بثور غير معروفة، تتلقى إثرها حقنا في المستشفى".
مخاطر صحية
وقالت الأمم المتحدة، في تقرير نشرته في 19 أيلول/سبتمبر الماضي، إن التقديرات تشير إلى وجود أكثر من 177 ألف امرأة يواجهن مخاطر صحية مهددة للحياة جراء انهيار القطاع الصحي.
وأضافت: "بينهن 162 ألف امرأة مصابة بأمراض غير معدية أو معرضة لخطر الإصابة بها مثل مرض السكري والسرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية أو ارتفاع ضغط الدم".
وأوضحت أن "15 ألف سيدة حامل يقفن على شفا المجاعة، حيث يواجهن إلى جانب المرضعات مضاعفات شديدة ويعانين من الالتهابات وفقر الدم وارتفاع ضغط الدم".
بينما أشار مكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية (أوتشا) في 20 أيلول/سبتمبر الماضي، إلى "وجود أكثر من 5 آلاف سيدة مصابة بالسرطان وغير قادرة على الحصول على العلاج".
الأطفال
على مدار 12 شهرا، مثل الأطفال أكثر شرائح المجتمع تضررا حيث يتّمت الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل نحو 25 ألف و973، باتوا يعيشون بدون والديهم أو بدون أحدهما، وفق معطيات رسمية.
ومن بين إجمالي الشهداء من الأطفال البالغ عددهم 16 ألفا و891، يوجد نحو 171 رضيعا و710 أطفال أقل من عام، فضلا عن وفاة 36 آخرين نتيجة المجاعة.
فقد الأطفال لذويهم دفع بالآلاف منهم لتحمل مسؤوليات أكبر من أعمارهم حيث خرجوا للعمل في الشوارع لتوفير لقمة العيش، وللوقوف في طوابير لساعات طويلة من أجل توفير المياه أو الخبز.
كما تعرضوا جراء الخوف والحزن المستمر لصدمات نفسية، حيث قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" في 3 أيلول/سبتمبر الماضي إن أطفال غزة "بحاجة إلى الدعم المنقذ للحياة.. لا يوجد مكان آمن للأطفال مع تفاقم الأزمة الإنسانية".
إلى ذلك، يعيش الأطفال ظروفا لا يسع الآلاف منهم إدراكها من الجوع والعطش والبرد ونقص الدواء داخل خيام أو مراكز إيواء تخلو من مقومات الحياة الآدمية.
ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، تشن إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، حرب إبادة جماعية في قطاع غزة خلفت أكثر من 138 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل حرب الإبادة بغزة متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.
غوتيريش: لا تزال الحرب على غزة تعصف بحياة الفلسطينيين
قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن الحرب الإسرائيلية على غزة التي بدأت قبل عام لا تزال تعصف بحياة الفلسطينيين وتُلحق بهم معاناة إنسانية بالغة.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة في رسالة مصورة لمرور عام على حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة، ضرورة أن يركز المجتمع الدولي على "الأحداث الرهيبة" التي وقعت، معربا عن تضامنه مع ضحايا الحرب وأقاربهم.
وقال إن الشعب اللبناني أيضا لحقت به معاناة الحرب، مشددا على ضرورة إسكات الأسلحة ووقف الألم الذي يحيط بالمنطقة.
وأضاف: "حان الوقت لإطلاق سراح الأسرى وإسكات البنادق ووقف المعاناة التي تجتاح المنطقة، الآن الوقت هو للسلام والقانون الدولي والعدالة".
وشدد على "ضرورة عدم التوقف أبدا عن العمل من أجل التوصل إلى حل دائم للنزاع، يمكّن إسرائيل وفلسطين وجميع الدول الأخرى في المنطقة من أن تنعم بالعيش في سلام وكرامة واحترام لبعضها البعض".
الإعلان عن أسماء 15 شهيدا من أسرى غزة داخل معتقلات الاحتلال
أعلن رئيس نادي الأسير عبد الله الزغاري، اليوم الأحد، عن أسماء 15 شهيدا من أسرى قطاع غزة، ممن لم يعلن عن أسمائهم سابقا، وأكد جيش الاحتلال أنهم ارتقوا في سجونه ومعسكراته بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
والشهداء هم:
1. المعتقل عطا يوسف حسن فياض استشهد في 15/10/2023.
2. المعتقل إياد أحمد محمد الرنتيسي، لم نتلق رد من الجيش، أعلنت صحيفة هآرتس أنه استشهد بعد اعتقاله بأسبوع في شهر نوفمبر 2023، وكان الإعلان 18 حزيران/ يونيو 2024.
3. حمدان حسن عنابة، استشهد في 2/12/2023.
4. فرج حسين حسن علي، استشهد في 19/12/2023
5. حسين صابر ابو عبيدة، استشهد في 29/1/2024.
6. علي عبد الله سليمان الحولي، استشهد في 5/2/2024
7. عرفات يوسف عرفات الخواجا، استشهد في 15/2/2024
8. ماجد حمدي إبراهيم سوافيري، استشهد في 8/3/2024
9. أحمد عبد مرجان العقاد، استشهد في 9/3/2024
10. الطبيب زياد محمد صالح الدلو، استشهد في 21/3/2024
11. وفا أمين محمد عبد الهادي، استشهد في 25/3/2024
12. كمال حسين احمد راضي، استشهد في 25/3/2024
13. (و.د) رفضت عائلته الإعلان عن استشهاده لأسباب خاصة
14. فتحي محمد محمود جاد الله، استشهد في 9/4/2024
15. (أ.ش) رفضت عائلته الإعلان عن استشهاده لأسباب خاصة
وقال الزغاري، خلال مؤتمر صحفي عقد في بلدية البيرة، بعد مرور عام على حرب الإبادة في قطاع غزة، إن حصيلة شهداء الحركة الأسيرة منذ بدء حرب الإبادة، وصلت إلى 40 شهيدا، 14 منهم من الضفة الغربية والقدس، و2 من أراضي عام 1948، و24 من قطاع غزة، ليصل إجمالي الشهداء الأسرى والمعتقلين المعلومة هوياتهم منذ عام 1967 إلى 277.
وأكد أن المعطى المعلن عنه بشأن عدد شهداء معتقلي غزة ليس نهائيا، حيث يقدر عددهم بالعشرات استنادا إلى تقارير نشرتها وسائل إعلام ومؤسسات حقوقية إسرائيلية، منوها إلى أن رد جيش الاحتلال بشأن استشهاد معتقلين من القطاع يبقى قائما على قاعدة الشك، حيث لا يتوفر أي دليل لدى المؤسسات المعنية في ضوء استمرار الاحتلال باحتجاز جثامينهم.
وأكد رئيس نادي الأسير أن المؤسسات ذات الصلة ستواصل متابعة حق عائلات الشهداء المعلومة هوياتهم بالمشاركة بالتحقيق في ظروف استشهادهم، وشدد على أن هذا المسار ليس من باب انتظار العدالة من الاحتلال، ولكن تأكيدا على حق الأهالي بالملاحقة القانونية، خاصة فيما يتعلق بتسلم الجثامين.
من جانبه، أكد رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدورة فارس، أن المعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي تعرضوا خلال العام المنصرم لأعتى هجمة عبر تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، أدت لاستشهاد 40 أسيرا على الأقل.
وقال فارس إن العدد المعلن للشهداء في معتقلات الاحتلال جراء الحرب الانتقامية التي شنتها إسرائيل بحق الأسرى والأسيرات، يشمل فقط من تمكنت مؤسسات الأسرى من معرفة أسمائهم والتحقق من ارتقائهم.
وتوقع أن يكون هناك عشرات آخرون قد قتلوا بدم بارد في السجون لم يكشف عن مصيرهم، نتيجة سياسة الإخفاء القسري التي تمارسها إسرائيل دون تدخل العالم، الأمر الذي أسس لجرائم أخرى شهدتها المعتقلات مثل فقء الأعين وبتر الأطراف والاغتصاب، عدا عن سياسات الإهمال الطبي والتجويع والاكتظاظ والتعذيب التي تهدد حياة العشرات من الأسرى لا سيما المرضى وكبار السن.
وأضاف: "اننا في منعطف تاريخي يستدعي تسخير كل الطاقات لوقف المذبحة التي ترتكبها إسرائيل، وتوفير الحماية لأبناء شعبنا في كل مكان، وتحديدا في قطاع غزة، وعوضا عن الموقف المتلكئ وغير الحازم تجاه ما يقترف من جرائم بحق الشعب والأسرى، يتوجب على المجتمع الدولي أن يتخذ جملة من الإجراءات العملية بحق إسرائيل".
وطالب رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين محكمة الجنايات الدولية أن تصدر وفقا لنظامها الداخلي، مذكرات اعتقال بحق رئيس حكومة الاحتلال وضباطه الفاشيين الذين يعتقدون أنهم في مأمن، خاصة أن إسرائيل لم تعد تهدد الأمن الجماعي والفردي للفلسطينيين بل تهدد السلم الإقليمي والدولي.
وعلى مقربة من ذلك، نوهت مسؤولة الضغط والمناصرة المحلية في مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان المحامية تالا ناصر، إلى أن الرأي الاستشاري الأخير لمحكمة العدل الدولية حول قانونية الاحتلال الإسرائيلي، ورغم أهميته إلا أنه لم يتطرق لعدم قانونية اعتقال الفلسطينيين من قبل دولة الاحتلال وعرضهم أمام محاكم غير شرعية.
وشددت على أن الأوامر العسكرية التي يحاكم الأسرى بموجبها تشكل تقييدا للحقوق الأساسية الجمعية والفردية، وأن المحاكمات أمام القضاء العسكري يعتريه الكثير من الخروقات لضمانات المحاكمة العادلة المكفولة بموجب القانون الدولي.
وأكدت ناصر أن دولة الاحتلال ملزمة بوقف عمليات الاعتقال بحق الفلسطينيين وتفكيك النظام القضائي العسكري والتوقف عن محاكمة الفلسطينيين أمام المحاكم العسكرية.
وتطرق رئيس الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى والمحررين أمين شومان إلى أهمية تفعيل دائرة الفعل الشعبي والجماهيري محليا ودوليا لإسناد الحركة الأسيرة داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، التي شهدت على مدار العام المنصرم سلسلة انتهاكات وجرائم وظروف اعتقال كارثية طالت الحرمان من أبسط الحقوق الإنسانية، في المأكل والمشرب والتعليم والعلاج والزيارات، ووصلت حد الاغتصاب والإعدام فضلا عن الإخفاء القسري.
وقال إن الحراك الشعبي والقانوني والدبلوماسي يجب أن يرتقي إلى مستوى ما يتعرض له المعتقلون في سجون الاحتلال، وكلما اتسعت دائرة العمل الجماهيري لإسناد الأسرى وفضح ما يقترف بحقهم من جرائم على كل المستويات؛ كلما قصر ذلك من أمد تلك الانتهاكات.
من ناحيته، اعتبر مدير مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية "حريات" حلمي الأعرج، أنه يتوجب التحرك برؤية وطنية على الصعيد الدولي سياسيا وقانونيا لملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين، ومطالبة المحكمة الجنائية الدولية أن تتحرك بشكل عاجل وأن تخرج عن تلكئها وتصدر مذكرات الاعتقال بحق رئيس الحكومة الإسرائيلية ووزير حربه.
وأضاف أن الصمت الدولي يشجع دولة الاحتلال على الاستمرار في جريمة الإبادة الجماعية بحق شعوب المنطقة، لا سيما الفلسطينيين وأبناء الحركة الأسيرة.
وبلغت حصيلة حملات الاعتقال التي شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، أكثر من 11 ألفا و100 حالة اعتقال في الضفة الغربية والقدس.
وبلغت حصيلة حالات الاعتقال بين صفوف النساء أكثر من 420، بما يشمل اللواتي اعتقلن من الأراضي المحتلة عام 1948 وعددا من الأسيرات من قطاع غزة.
وبلغ عدد حالات الاعتقال بين صفوف الأطفال في الضفة والقدس، ما لا يقل عن 740.
ويضاف إلى ذلك اعتقال 108 من العاملين في حقل الصحافة، تبقى منهم رهن الاعتقال 58 من بينهم 6 صحفيات، منهن الصحفية في وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا" رشا حرز الله.
وبلغت عدد أوامر الاعتقال الإداريّ منذ بدء حرب الإبادة، أكثر من 9000، ما بين أوامر جديدة وأوامر تجديد.
ويبلغ إجمالي أعداد الأسرى في سجون الاحتلال حتى بداية الشهر الجاري، أكثر من عشرة آلاف و100، بينهم 95 أسيرة و270 طفلاً، فيما وصل عدد المعتقلين الإداريين إلى 3398.
كما يبلغ عدد من صنفتهم إدارة سجون الاحتلال من معتقلي غزة بـ"المقاتلين غير الشرعيين" الذين اعترفت بهم إدارة سجون الاحتلال 1618، علما أن هذا المعطى لا يشمل كافة معتقلي غزة وتحديدا من هم في المعسكرات التابعة لجيش الاحتلال.
الأوقاف: الاحتلال دمَّر 611 مسجدا بشكل كلي في قطاع غزة
الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانه المستمر على قطاع غزة منذ عام دمَّر (611) مسجدا تدميرا كليا، فيما دمَّر جزئيا (214) مسجدا، ودمَّر (8) مقابر بشكل كامل، وانتهك عددا كبيرا غيرها من خلال الاعتداء عليها ونبش قبورها وإخراج الجثث، كما استهدف ودمَّر (3) كنائس في مدينة غزة.
الأمم المتحدة: آلاف النساء يواجهن مخاطر صحية تهدد حياتهن في قطاع غزة
قالت هيئة الأمم المتحدة للمرأة، إن آلاف النساء يواجهن مخاطر صحية تهدد حياتهن في قطاع غزة، الذي قتل فيه أكثر من 41 ألف فلسطيني بالإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل.
وأوضحت الهيئة الأممية في تقرير، اليوم الأحد، أن أكثر من 85% من المرافق الصحية تضررت وتعطلت فيها الخدمات الطبية، وهناك صعوبات في الوصول إلى الخدمات الصحية الأساسية للنساء.
وأكد التقرير أن هناك احتياجات ملحة للنساء مثل علاج السرطان والخدمات الصحية الخاصة بالأمهات والدعم النفسي لهن.
ودعت الهيئة الأممية إلى تقديم المساعدات العاجلة لتلبية الاحتياجات الصحية الخاصة للنساء والفتيات في غزة.
"الهلال الأحمر": توقف العمل بعياداتنا الطبية في محافظة شمال غزة جراء عدوان الاحتلال
أفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، مساء يوم الأحد، بأن العيادات الطبية الخاصة بها في محافظة شمال غزة توقفت عن العمل، جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المستمر على المحافظة.
وبينت الجمعية، في بيان، أنه جراء العدوان الواسع الذي بدأه الاحتلال على المواطنين وممتلكاتهم في المحافظة، من خلال الاستهداف المباشر وإجبارهم على النزوح، نزحت طواقم الجمعية من أماكن سكناها، ما أدى لتوقف العمل في العيادات الطبية الخاصة بالجمعية، وعددها أربع عيادات.
جمعية الهلال الأحمر تحذر من توقف الخدمات الصحية بمستشفى الأمل في خان يونس
حذرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني من توقف كامل للخدمات الصحية في مستشفى الأمل في خان يونس، جنوب قطاع غزة، بسبب عدم توفر قطع الغيار والزيوت الخاصة بمولدات الطاقة الكهربائية.
وناشدت الجمعية، في بيان، مساء اليوم الأحد، الشركاء والمنظمات الدولية كافة بضرورة الضغط تجاه إلزام إسرائيل بإدخال مولدات طاقة جديدة لقطاع غزة، وتزويد الجمعية بما تحتاجه من زيوت وقطع غيار، لكي تتمكن من مواصلة تقديم خدماتها الصحية والإنسانية.
وأكدت أن توقف عمل مولدات الطاقة الكهربائية، سيؤدي إلى توقف العمليات الجراحية وأجهزة إنقاذ الحياة والخدمات الصحية، وسيزيد من تدهور المنظومة الصحية في قطاع غزة.
الكنيست تصادق على حظر عمل الأونروا بإسرائيل
صادقت لجنة الخارجية والأمن بالكنيست، اليوم الأحد، على مشروع قانون لحظر عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في إسرائيل.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية: "وافقت لجنة الشؤون الخارجية والأمن في الكنيست على مشروع قانون عضوي الكنيست دان إيلوز عن حزب الليكود، ويوليا مالينوفسكي عن حزب يسرائيل بيتنا، ضد الأونروا".
وتعني مصادقة اللجنة على مشروع القانون، إحالته للتصويت بالقراءة الثانية والثالثة في الهيئة العامة للكنيست ليصبح قانونا نافذا.
ووفق مشروع القانون، سيتم إلغاء اتفاقية عام 1967 التي سمحت للأونروا بالعمل في إسرائيل، وبالتالي ستتوقف أنشطة الوكالة، وسيتم حظر أي اتصال بين المسؤولين الإسرائيليين وموظفيها، حسب المصدر نفسه.
كما ينص مشروع القانون على عدم منح تأشيرات دبلوماسية لموظفي الأونروا، وفق المصدر ذاته.
وفي 22 يوليو/تموز الماضي، صادقت الهيئة العامة للكنيست بالقراءة الأولى على مشروع قانون يقضي بإعلان الأونروا منظمة إرهابية، وحظر عملها في إسرائيل وسلب الحصانة الممنوحة لموظفيها.
ووقتها تم إحالة مشروع القانون إلى لجنة الخارجية والأمن بالكنيست للتحضير للقراءتين الثانية والثالثة اللازمتين لكي يصبح التشريع قانونا، قبل أن تصادق عليه اللجنة، اليوم الأحد.
وفي وقت سابق، قالت "يديعوت أحرونوت"، إن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش حذر في رسالة بعث بها إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من تمرير التشريع الذي يحظر على ممثلي الحكومة التعامل مع الأونروا.
وأضافت أن "غوتيريش طلب من نتنياهو وقف التشريع"، واعتبره "تطورا مقلقا للغاية في تاريخ الأمم المتحدة"، محذرا من أنه حال إقرار التشريع فلن تتمكن الأونروا من مواصلة عملها.
ووفق ذات المصدر، أبلغ غوتيريش نتنياهو "أنه حال إقرار التشريع سيكون عليه عرض القضية على الجمعية العامة للأمم المتحدة".
وأشارت الصحيفة إلى أنه حال تمرير التشريع لن تتمكن وزارتا الخارجية والداخلية الإسرائيليتان من إصدار تأشيرات دخول لموظفي الأونروا، ولن يتمكن موظفو الجمارك الإسرائيليين من التعامل مع البضائع التي تستوردها الوكالة، وسيتم إلغاء المزايا الضريبية للأونروا، وستفقد الوكالة الوضع الدبلوماسي والحصانة الدبلوماسية التي كانت تتمتع بها منذ عام 1967.