أمد/
تؤلمني مشاعِرُ المنفى ..
والإغتراب عن الحكمةِ ..
هو الإنفصامُ عن واقعِ الأهلِ ..
عن مصيرِ الناسِ والأوطانِ ..
قد انهكتني واعيتني ..
وما بي من مرضٍ أو سقمٍ ..
إنه السُقمُ فيكِم ..
يا أمة العربِ والسلامِ والإسلامِ ..
أقول: يا أمة قد خجلت ..
من ضعفها الأممِ ..
لا خيرَ في أمة ..
اضاعت مكانتها ..
اضاعت بيارقَ الإيمان ..
والعز والثأرَ والغضبِ ..
ضاع لديها الناموسُ …
في تنازعها ..
ضاع التوافق والتضامن بينها ..
ضاع شرف الأيمان ..
وعزت وحدتها ..
هانت، استكانت، استضعفت ..
فَطالها البَغيُ البَغيضُ ..
في سويداءِ القلبِ بمقتلٍ ..
هذا مسرى رسولها عليهِ السلامُ ..
يئنٌ، يحتلُ، يغتصبُ ..
لِسبعينَ عامٍ وأكثر ..
قد آلت واضحت ..
غبارا، رمادا، هباءً ..
لا وزنَ ولا تأثيرَ لهُ ..
فقدت صوابَ حِكمتها ..
غيرت مسارها، فتغيرت ..
في عالم يعجُ بالتنافسِ ..
لا مكانَ فيهِ للضعفاءِ ..
فهانت فيهِ على نفسها وعلى الأممِ ..
لما حلَّ فيها من خنوعٍ ..
لكلِ عدوٍ راغبٍ ومُغتصبٍ ..
هذا الوضعُ الشائنُ إلى متى يستمرُ ..
إنهُ من عظيمِ الأمورِ ..
يُؤلِمني يُؤرقني يُدمِيني ..
إنهُ الذلُ والخضوعُ ..
لِعدوٍ ومغتصبي ..
ومن جثوٍ لهُ على الرُكبِي ..
واسترضاءٍ ..
لعدوٍ فاجرٍ قاتلٍ أبدي ..
باتَت للأسَفِ بلادُها مرتعا ..
لكُلٍ طامعٍ باغٍ ومغتصبِ ..