أمد/
في هذه الرواية يؤكد السارد أن الأطفال هم بناة المستقبل، وهم من سيزيلون الخرافات من المجتمع، تبدأ الرواية في الحديث عن الهالة التي تتمتع بها مغارة “حمروش” وكيف أن شيوخ القرية رسموا لها قدسية خرافية، بحيث لم يعد أحد يقدر على الاقتراب منها، فهي مكان الولي “حمروش” من هنا وجدنا “أبو زيد يتحدث عنها وعن الأفعى التي تبتلع خروفا، وتحدث أبو فراس عن المرأة الجميلة والطويلة “ثلاثة أمتار” التي تجذب الرجال لتوقعهم في شراكها، وهنا يتدخل الطفل “سعيد” ويسأل أسئلة مشروعة: “هل الخروف الذي ابتلعته الأفعى يملكه أحد من مربي الأغنام من أبناء القرية؟ هل سمعتم عن فقدان رجال وأغنام من القرى والبلدات لمجاورة؟” ص12، بعدها يحسم النقاش بقوله:” كل ما قصصتموه عن المغارة خرافات لا يصدقها عاقل” ص12، وبما انه طفل وعليه أن يخضع لسلطة الكبار/الشيوخ، فقد تم (طرده) من الجلسة، وهنا يتدخل “محمد العيسى” الشاب ليؤكد موقف سعيد وأسئلته المشروعة، لكن المختار “أبو زيد” يبقى مصرا على موقفه.
بعدها يتم الحديث عن المراهنة على من يغرس وتدا في المغارة، فيكون “ياسين” هو المنفذ، لكن بعد أن غرس الوتد في المغارة والليل كان حالكا، تجاهل أن طرف ثوبه كان تحت الوتد، وعندما حاول القيام وجد نفسه مثبتا في الأرض، ليصاب بخوف ورعب يفقد وعيه على أثرها، ليأتي ابن عمه “محمد العيسى” ويقوم بإيقاظه من غيبوبته، وليتزوج ياسين بعدها بجمانة ابنة المختار “أبو زيد” حسب شروط المراهنة.
يأتي “عبدة النوري” وزوجته “صبرية” إلى القرية، ويقررا المبيت في المغارة لمدة أسبوع، وهنا تحدث المفاجأة، حيث لا يحدث معهما أي حادث غريب أو عجيب، مما يجعل منطق الطفل سعيد حقيقة موضوعية، وبهذا يكون “سعيد” هو أول من فتح باب الحقيقة أمام أهل القرية، وأن كل ما وضع حول (قدسية/ وخرافات) المغارة ما هو إلا أوهام يجب إزالتها ومحاربتها.
وأثناء الحديث عن المغارة يتم طرح مجموعة أفكار عنها، منها: أن هناك مجموعة من اللصوص جاءوا في الشتاء القارس فباتوا فيها، واستخدموا كل الحطب والأخشاب التي فيها، ولكي يخفوا فعلتهم، دفنوا حمارهم النافق وأخبروا أهل القرية أن هذا المكان مقدس وفيه جثمان الولي “حمروش” ليبني أهل القرية بعدها قصصا وحكايات وخرافات عجيبة غريبة عن المغارة، من هنا ينبش “سعيد قبر الولي ليجد فيه جمجمة حمار، وبهذا يكون سعيد قد تجاوز التنظير والتساؤل إلى الفعل، بمعنى أنه قال وفعل وأكد أن المغارة عادية ولا يوجد فيها أي أفاعٍ ولا نساء يخطفن الرجال.
وبما أن الرواية موجهة للناشئة فقد وضع السارد مجموعة من المعلومات متعلقة بالمعرفة الاجتماعية، فمثلا يقول عن البدو أنهم لا يعزفون أو يغنون مقابل المال، بينما النّوَر يفعلون ذلك وهم في ترحال مستمر، وبهذا تكون الرواية قد قدمت صورة عن “سعيد” كنموذج للبطل الذي يطرح الأسئلة دون خوف أو تردد، ويقدم على الفعل ليؤكد وجهة نظره.