أمد/
دمشق: حث أبو محمد الجولاني زعيم هيئة تحرير الشام في سوريا رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في بيان مصور يوم الخميس على عدم السماح للحشد الشعبي المدعوم من إيران بالتدخل في سوريا، وحذر من تصعيد التوتر بالمنطقة.
وتضم قوات الحشد الشعبي العديد من الفصائل المسلحة المدعومة من إيران والتي قاتلت في سوريا لمساعدة الرئيس السوري بشار الأسد على استعادة الأراضي التي سقطت في أيدي المعارضة في السنوات الأولى من الحرب السورية.
وقال الجولاني “فكما نجح العراق والسيد محمد شياع السوداني أن ينأى بنفسه عن الحرب بين إيران والمنطقة في الآونة الأخيرة.. نشد على يده أيضا أن ينأى بالعراق من أن يدخل في أتون حرب جديدة مع ما يجري في سوريا.. فسوريا هناك شعب ثار على هذا النظام.. نرجو ونأمل من الساسة العراقيين وعلى رأسهم محمد شياع السوداني أن ينأى بالعراق من الدخول في مثل هذه المهاترات وأن يقوم بواجبه بمنع تدخل الحشد الشعبي العراقي فيما يجري في سوريا بالوقوف في صف هذا النظام الزائل”.
وقال الحشد الشعبي إنه لم ينشر قوات في سوريا، وقال قادة داخله إنهم لن يفعلوا ذلك إلا بناء على أوامر من قياداتهم.
وذكرت رويترز في وقت سابق من هذا الأسبوع أن عدة مئات من مقاتلي الميليشيات العراقية انتشرت في سوريا لمساعدة الحكومة في قتال المعارضة التي استولت على حلب الأسبوع الماضي.
وقال الجولاني إن القتال في سوريا لن يمتد إلى العراق وأضاف أن قوات المعارضة تريد إقامة علاقات اقتصادية وسياسية استراتيجية مع بغداد بعد الإطاحة بالنظام الحالي.
أبو محمد الجولاني..زعيم تنظيم القاعدة السابق في سوريا الذي يقود المعارضة المسلحة
عندما كان زعيما لفرع تنظيم القاعدة المتشدد خلال الحرب الأهلية السورية، لم تكن شخصية أبو محمد الجولاني الغامضة معروفة وظل متواريا عن الأنظار حتى عندما أصبحت جماعته هي الأقوى في محاربة الرئيس السوري بشار الأسد.
واليوم، أصبح أبرز قيادي في المعارضة المسلحة في سوريا بعد أن دخل تدريجيا دائرة الضوء منذ أن قطع علاقاته بالقاعدة في 2016 وغير اسم جماعته وتوجهها وأصبح الحاكم الفعلي لمنطقة خاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة في شمال غرب سوريا.
بات هذا التحول جليا بعد أن سيطرت هيئة تحرير الشام، التي يتزعمها الجولاني، على حلب الأسبوع الماضي وظهر الجولاني أكثر من مرة وهو يبعث برسائل تهدف لطمأنة الأقليات في سوريا التي تخشى الجماعات المتشددة منذ زمن بعيد. وكانت هيئة تحرير الشام تعرف باسم جبهة النصرة سابقا عندما كانت فرعا لتنظيم القاعدة المتشدد في سوريا.
ولدى دخول مقاتلي المعارضة السورية حلب، أكبر مدينة سورية قبل الحرب، ظهر في تسجيل فيديو في زي عسكري وهو يصدر أوامر عبر الهاتف ويذكر المقاتلين بإرشادات لحماية الناس ويمنعهم من دخول البيوت.
وأظهر مقطع فيديو آخر الجولاني وهو في زيارة يوم الأربعاء لقلعة حلب برفقة مقاتل يلوح بعلم الثورة السورية والذي رفضته من قبل جبهة النصرة باعتباره رمزا إلحاديا لكن الجولاني تقبله في الآونة الأخيرة في لفتة للمعارضة السورية الأوسع نطاقا.
وقال جوشوا لانديس الخبير في الشأن السوري ورئيس مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما “الجولاني أكثر ذكاء من الأسد. غير أدواته وغير مظهره العام وعقد تحالفات جديدة وأطلق رسالته المتوددة” للأقليات.
يقول آرون لوند الباحث في مركز سينتشوري إنترناشونال للأبحاث إن الجولاني وهيئة تحرير الشام تغيرا بشكل ملحوظ لكنه أشار إلى أنه وجماعته ظلا “على نهج التشدد إلى حد ما”.
وتابع قائلا “إنها حملة علاقات عامة، لكن حقيقة أنهم يبذلون هذا النوع من الجهد أصلا تظهر أنهم لم يعودوا بذات التشدد الذي كانوا عليه. الحرس القديم من القاعدة أو (تنظيم) الدولة الإسلامية لم يكن ليفعل ذلك أبدا”.
برز الجولاني وجبهة النصرة باعتبارهما الأقوى بين فصائل المعارضة التي ظهر العديد منها في الأيام الأولى للانتفاضة ضد الأسد قبل أكثر من عقد من الزمن.
وقبل تأسيس جبهة النصرة، قاتل الجولاني مع تنظيم القاعدة في العراق حيث قضى خمس سنوات في سجن أمريكي. وأرسله زعيم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق في ذلك الوقت، أبو عمر البغدادي، إلى سوريا بمجرد بدء الانتفاضة ليضع موطئ قدم للتنظيم هناك.
أدرجت الولايات المتحدة الجولاني على قائمة الإرهابيين في عام 2013، وقالت إن تنظيم القاعدة في العراق كلفه بالإطاحة بنظام الأسد وفرض الشريعة الإسلامية في سوريا، وإن جبهة النصرة نفذت هجمات انتحارية أسفرت عن مقتل مدنيين وتبنت رؤية طائفية عنيفة.
وصنفت تركيا، الداعم الخارجي الرئيسي للمعارضة السورية، هيئة تحرير الشام جماعة إرهابية رغم أنها تدعم بعض الفصائل الأخرى التي تقاتل في شمال غرب سوريا.