أمد/
واشنطن: قد تدفع تولسي غابارد ثمنا باهظا لمتابعتها ومشاركتها لمقالات من موقع روسيا اليوم، حيث يرى منتقدوها الديمقراطيون أنها بذلك ربما تكون "مخترقة" أو حتى "كادرا روسيا متخفيا".
ومنذ أن أصبحت تولسي غابارد خيار الرئيس المنتخب دونالد ترامب لمنصب مدير الاستخبارات الوطنية، دفع موقفها الوردي تجاه موسكو بعض النقاد الديمقراطيين إلى الإشارة إلى أنها قد تكون "مخترقة"، أو ربما حتى "عميلة روسية"- وهي مزاعم نفتها النائبة السابقة عن هاواي والضابط السابق في الجيش بشدة.
جاء ذلك وفقا لتقرير نشره موقع ABC، حيث تنفي غابارد من جانبها كل هذه المزاعم، بينما يقول مستشاروها السابقون إن آراءها "بشأن روسيا وزعيمها الجدلي فلاديمير بوتين لم تتشكل من بعض عمليات التجنيد الاستخباراتية بقدر ما يعرفون، ولكن من خلال عاداتها غير التقليدية في التعامل مع وسائل الإعلام".
وأفاد ثلاثة مساعدين سابقين بأن غابارد، التي تركت الحزب الديمقراطي عام 2022، كانت تقرأ بانتظام وتشارك مقالات من موقع الأخبار الروسي RT، والذي وصفه مجتمع الاستخبارات الأمريكي، عام 2017، بأنه "المنفذ الرئيسي للدعاية الدولية للكرملين"، وفيما لم يكن من الواضح لهؤلاء المساعدين السابقين ما إذا كانت تولسي "توقفت عن ارتياد الموقع أو متى توقفت عن ذلك"، قال أحد المساعدين السابقين إنها "استمرت في مشاركة مقالات RT" حتى بعد فترة طويلة من إبلاغها بأن هذا "المنفذ ليس مصدرا موثوقا للمعلومات".
بهذا الشأن يقول ضابط الاستخبارات المخضرم والمتقاعد دوغ لندن، والذي أمضى 34 عاما في الخدمة، إن ميول غابارد المزعوم إلى الاعتماد جزئيا على الأقل على منافذ مثل RT لتشكيل وجهة نظرها عن العالم، "يعكس بشكل سيء ملاءمتها للوفاء بمسؤوليات مدير الاستخبارات الوطنية".
وتابع: "إن آراء غابارد التي تعكس سردية روسيا والتضليل الإعلامي الروسي لا يمكن أن تشير سوى إلى السذاجة أو التواطؤ أو النفاق السياسي الانتهازي الذي تقوم من خلاله بترديد ما يريد ترامب أن يسمعه"، وأضاف: "لا شيء من هذا يبشر بأي خير للمستشارة الاستخباراتية الرئيسية المسؤولة عن تمكين مجتمع الاستخبارات الأمريكي من إعلام القيادة بالأشياء كما هي".
لكن المتحدثة باسم فريق ترامب الانتقالي أليكسا هينينغ قالت، في بيان لـ ABC إن "كل هذا غير صحيح، ولا يمثل سوى رؤية عدد قليل من الموظفين السابقين غير المعروفين والمستائين"، وتابعت أن "آراء غابارد، التي خدمت في الجيش الأمريكي وحصلت على رتبة مقدم، بشأن السياسة الخارجية تشكلت من خلال خدمتها العسكرية وانتشارها المتعدد في مناطق الحرب المختلفة، حيث رأت تكلفة الحرب ومن يدفع الثمن في النهاية".