أمد/
غزة: تواصل دولة الاحتلال حربها العدوانية على قطاع غزة لليوم الثاني والستين في العام الثاني، خلفت أكثر من 180 ألفا بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، جراء إغلاق المعابر، ورغم قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرات اعتقال دولية بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ووزير جيشها السابق يوآف غالانت، لمسؤوليتهما عن "جرائم حرب" و"جرائم ضد الإنسانية".
ارتفاع حصيلة الضحايا..
أعلنت مصادر طبية، يوم السبت، ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 44,664 أغلبيتهم من الأطفال والنساء منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأضافت المصادر ذاتها، أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 105,976 في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات، لا تستطيع طواقم الإسعاف الوصول إليهم.
وأشارت إلى أن قوات الاحتلال ارتكبت 4 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة خلال الـ 24 ساعة الماضية، وصل منها للمستشفيات 52 شهيدا و142 إصابة، منوهة إلى أن إحصائية اليوم مستثنى منها مستشفيات شمال غزة لصعوبة التواصل والحصول على معلومات دقيقة.
مجازر متواصلة..
استشهد 3 مواطنين وأصيب آخرون مساء يوم السبت، بعد قصف طائرات الاحتلال منزلًا قرب ساحة الشوا بحي التفاح شرق محافظة غزة.
كما قصفت طائرات الاحتلال مربعا سكنيا في منطقة الصحوة قرب مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة.
في سياق آخر، قال مدير مستشفى كمال عدوان حسام أبو صفية، إن المستشفى تعرض مساء اليوم لأكثر من 100 قذيفة، بما في ذلك الصواريخ وقنابل الطائرات المسيرة.
وتابع: "كانت الحالة في الجانب الغربي من مبنى المستشفى مروعة، حيث تأثرت جميع الأقسام غرف الجراحة، والأسطح، والساحات، والنوافذ في وحدات العناية المركزة حديثي الولادة".
وأوضح أبو صفية أن هناك ثلاث إصابات داخل المستشفى، وما زال سبب هذا العدوان غير واضح وهو أمر مقلق للغاية، مشيرا إلى أنه تم تدمير خزانات المياه، ومولدات الأكسجين، ومضخات المياه، كما تم استهداف خزانات الوقود، ما أدى إلى اندلاع حريق في أحدها.
ودعا إلى وقف فوري لهذا الهجوم المدمر على مستشفى كمال عدوان.
استشهد 4 سيدات، مساء يوم السبت، بعد قصف الاحتلال منزلا شمال مدينة غزة.
وأفادت مصادر محلية، بأن طيران الاحتلال الحربي استهدف منزلا يؤوي نازحين في حي الصفطاوي شمال مدينة غزة، ما أدى لاستشهاد 4 سيدات.
كما فصف طيران الاحتلال أرضا زراعية في منطقة وادي أبو رشيد بمخيم المغازي وسط قطاع غزة، وقصفت مدفعية الاحتلال منطقة جباليا البلد شمال قطاع غزة.
استشهد 10 مواطنين على الأقل في قصف الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على مناطق متفرقة في قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية، بأن مواطنين اثنين استشهدا جراء قصف الاحتلال دراجة نارية قرب مفترق أبو حلاوة شرق رفح جنوب قطاع غزة، كما استشهد 3 مواطنين آخرين في استهداف طيران الاحتلال مجموعة مواطنين شرق المدينة، وشابا آخر بنيران الاحتلال في مواصي رفح.
كما استشهد مواطن، إثر قصف الاحتلال مركبة مدنية في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، ومواطن آخر في قصف شقة سكنية غرب المدينة.
وفي مدينة غزة، استشهد شاب وأصيب آخرون بجروح، إثر استهداف طائرات الاحتلال مجموعة من الأهالي بحي الشيخ رضوان شمال غربي مدينة غزة، فيما استشهدت طفلة متأثرة بجروح حرجة أصيبت بها بقصف الاحتلال مجموعة مواطنين قبل أيام قرب برج الشفاء غرب مدينة غزة.
وأما بخصوص الأوضاع في محيط مستشفى كمال عدوان ببلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، أشار مراسلنا إلى أن دبابات الاحتلال تراجعت قليلا، وتمركزت على بعد 500 متر من المستشفى، إلا أن القناصة فوق بعض المباني ومن يتحرك يعرض نفسه للموت، إضافة إلى أن هناك شهداء وجرحى في المنطقة لا يستطيع أحد الوصول إليهم، كما أن هناك قصفا على منزل لعائلة المبحوح، وسط أنباء عن وجود شهداء وجرحى.
أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، يوم السبت، عن 18 مواطنا من قطاع غزة، كانت قد اعتقلتهم منذ الاجتياح البري للقطاع في 27 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وتم نقل الأسرى المحررين الـ18 إلى مستشفى غزة الأوروبي في خان يونس جنوب قطاع غزة.
وأفاد شهود عيان للأناضول، بأن أحد الأسرى المحررين مصاب بساقه اليسرى.
ووفقًا لشهادات المفرج عنهم سابقا، تعرض المعتقلون لـ"ضرب وتعذيب وإهانات واستجواب من جيش الاحتلال طوال فترة الاعتقال".
ومنذ أن بدأت الاجتياح البري للقطاع، اعتقل جيش الاحتلال آلاف المواطنين بينهم نساء وأطفال، وعاملون في الطواقم الصحية والدفاع المدني، بينما جرى الإفراج لاحقا عن عدد ضئيل منهم، فيما لا يزال مصير الآخرين مجهولا.
استشهد ثمانية مواطنين، يوم السبت، في قصف الاحتلال الإسرائيلي منطقة الكرامة شمال غرب مدينة غزة.
وأفادت مصادر محلية، بأن طائرات الاحتلال الحربية قصفت منزلا في منطقة الكرامة شمال غرب مدينة غزة، ما أدى لاستشهاد ثمانية مواطنين على الأقل وإصابة آخر.
وأضافت أن طائرة مسيرة للاحتلال استهدفت مجموعة من المواطنين في جباليا البلد شمال القطاع، ما أدى لاستشهاد مواطنين، وإصابة آخرين.
واستشهد ثلاثة مواطنين في قصف الاحتلال على منطقة المشروع شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وثقت مقاطع فيديو، استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي، بشكل مباشر مركبة إسعاف أمام مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، حيث يمعن الاحتلال بإجراءات الإبادة والتطهير العرقي.
وأفادت مصادر طبية، بأن قوات الاحتلال أطلقت نيران أسلحتها الرشاشة بشكل مكثف صوب مركبة إسعاف أمام مستشفى كمال عدوان، ويوجد فيها سائقها.
وأضافت أن استخدام مركبات الإسعاف في محافظة الشمال شبه نادر، حيث خرج معظمها عن الخدمة بسبب الاستهداف المتكرر لها، فضلا عن شح الوقود الذي يجعل استخدام المتبقي منها أو ما يتم إصلاحه (بين مركبة أو مركبتين تتحركان فقط في محيط المستشفى) أمرا مستحيلا.
وانسحب جيش الاحتلال أمس، من مستشفى كمال عدوان بعد اقتحام دام ساعات تخلله اعتقال كوادر ومرضى وإجبار الموجودين على المغادرة.
كما أجبر الجيش طاقم طبي إندونيسي، الوحيد الذي كان يجري عمليات جراحية داخل المستشفى بالإخلاء، حيث تم إجلائه عبر مركبة إسعاف تابعة لجمعية الأحمر الفلسطيني.
وجاء اقتحام المستشفى بعد ليلة دامية عاشتها بلدة بيت لاهيا إثر استهداف الاحتلال بشكل مكثف لعدد من المنازل المأهولة، ما أسفر عن استشهاد نحو 30 مواطا.
استشهد خمسة مواطنين وأصيب آخرون، يوم السبت، في قصف الاحتلال استهدف حي الرمال بمدينة غزة، ورفح
وأفادت مصادر محيلة، بأن طائرة مسيرة للاحتلال قصفت محيط مدرسة أحمد شوقي بحي الرمال غرب مدينة غزة، ما أدى لاستشهاد ثلاثة مواطنين وإصابة آخرين.
وأضافت أن طائرة استطلاع استهدفت مجموعة من المواطنين قرب الملعب البلدي على شاطئ البحر بمدينة رفح جنوب قطاع غزة ما أدى لاستشهاد مواطن وإصابة آخرين، كما استشهد آخر برصاص الاحتلال الإسرائيلي في منطقة المواصي غرب رفح.
غوتيريش: الكارثة في غزة تمثل انهيارا تاما لإنسانيتنا
قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن "الكارثة" في غزة تمثل "انهيارا تاما لإنسانيتنا"، وسط استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع لأكثر من 14 شهرا.
وأفاد غوتيريش، في منشور على منصة إكس: "الكارثة في غزة ليست سوى انهيارا تام لإنسانيتنا".
وأضاف "يجب أن يتوقف هذا الكابوس".
وشدد الأمين العام الأممي على أنه "لا يمكننا الاستمرار في غض الطرف" عما يحدث في القطاع.
مقررة أممية: يجب وقف "الوحشية" الإسرائيلية المستمرة في غزة
قالت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بفلسطين فرانشيسكا ألبانيز، إن الوقت قد حان لاتخاذ الإجراءات اللازمة والقيام بكل شيء ممكن من أجل وقف "الوحشية" الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة.
جاء ذلك في كلمة خلال مشاركتها في مؤتمر بجامعة فيينا النمساوية، الجمعة، تحت عنوان "الحرب الإسرائيلية: تطهير عرقي استعماري".
وأكدت ألبانيز أن إسرائيل ترتكب في غزة جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وأضافت: "لا يجوز وصف ما يحدث في غزة بأنه مجرد حرب، حيث توجد قواعد للحروب أيضا، لكن ما يحدث هناك هو دمار شامل".
نقص الحليب و"فوط الأطفال" مشكلة تطفو على سطح المعاناة في قطاع غزة
وقف المواطن عمر جاسر حائرا يضرب كفيه بعدما رفض صاحب بسطة لبيع "فوط الأطفال" تخفيض سعر ثلاث قطع منها أراد أن يشتريها ولم يمتلك ثمنها كاملًا في ظل الارتفاع الجنوني في أسعارها.
ويقول جاسر: كنا في السابق نشتري العلبة كاملة بسعر لا يتجاوز 20 شيقلا، وكانت تحتوي على 45 قطعة، واليوم وبسبب الحرب أصبحنا نشتري بالقطعة، والواحدة منها يزيد سعرها على 8 شواقل حسب نوعيتها وحجمها وأهواء صاحب البسطة.
وتمنى أن تعود الأسعار إلى سابق عهدها أو بأسعار تصل للسعر المضاعف مرة واحدة بدلًا من الارتفاع الذي زاد في كثير من السلع عن عشرة أضعاف، متسائلًا "كيف لعاطل عن العمل مثلي أن يوفر احتياجات أهل بيته ما دام لا يستطيع توفير الفوط والحليب لطفلته".
أما المواطن بهاء الشاويش، قال: "رغم أنني موظف ولي راتب شهري ثابت، إلا أنه بفعل انعدام السيولة وارتفاع نسبة العمولة من أجل الحصول على الراتب، إذ وصلت عمولة السحب لدى سماسرة الأموال وتجار العملة لـ30٪ وأكثر، لم أتمكن من شراء الفوط والحليب لطفلي خاصة بعد ارتفاع أسعارها لسعر لامس الـ270 شيقلا، وأسعار أخرى لأنواع متدنية الجودة وصل سعر العلبة لـ200 شيقل"، مشيرًا إلى أنه في بعض الأحيان يقوم بالشراء عبر الدفع الالكتروني إلا أنه مكلف أيضًا حيث يقوم بعض التجار والباعة بزيادة السعر بحجة قلة السيولة.
وذكر الشاويش أن "فوط الأطفال" والحليب أصبحا شحيحين في الأسواق، الأمر الذي أدى لتلاعب التجار والباعة في الأسعار والبيع حسب مزاجهم الخاص دون حسيب أو رقيب ودون رحمة ولا شفقة تجاه المواطن الذي بالكاد يستطيع أن يوفر لأطفاله قوت يومهم مع الارتفاع القاتل في أسعار جميع المواد الأساسية والثانوية.
بينما المواطن أحمد النجار، يسعى جاهدًا للحصول على فوط لأطفاله وحليبهم عن طريق المؤسسات والجمعيات الخيرية التي توفر جزءًا يسيرًا بدلًا من شرائها بأسعار فلكية كما قال.
ولفت إلى أن الجمعيات والمؤسسات الخيرية توفر القليل من احتياجات المواطنين في ظل الأعداد الكبيرة التي تحتاج الفوط التي وصل سعر العلبة الواحدة منها قرابة الـ90 شيقلًا، مشيرا إلى أنه يضطر في كثير الأحيان لاستخدام قطع قماشية بدلًا من الفوط المفقودة في السوق إلا أن قلة قطع القماش وعدم جفافها بعد الغسيل بسرعة بسبب الأحوال الجوية يبقيان عائقين آخرين أمام استخدامها بشكل يومي.
أما المواطن إبراهيم عوض الله، فليس بأحسن حال من سابقيه فهو يعاني أيضًا معاناة مزدوجة في توفير فوط كبار السن والمقاسات الكبيرة، إذ يقول إنه يحتاج يوميا من خمس لست قطع من فوط كبار السن التي يستخدمها لوالدته المريضة المقعدة ولنجله الكبير (15 عامًا) الذي يعاني من مرض التبول اللاإرادي ليلًا.
وأشار إلى أنه أصبح يشتري قطعة الفوط الواحدة بـ15 شيقلا، وهذا بحد ذاته مصروف كبير ويحتاج لميزانية حسبما يقول، الأمر الذي أدى إلى تأثير توفير الفوط على باقي متطلبات العائلة، مبينًا أنه لا يمكن الاستغناء عنها ويجد صعوبة كبيرة في توفيرها لندرتها في الأسواق.
وتابع: أتمنى من التجار والموردين للفوط النظر بعين الرحمة للمواطنين والنازحين الذين يمرون بظروف قاسية بسبب الحصار والحرب وقلة الموارد.
أما أحمد أبو مصطفى صاحب بسطة لبيع الفوط والحليب فيقول "نحن الباعة لا ذنب لما يحدث من ارتفاع في الأسعار لأننا نشتري من الموردين بأسعار عالية ونبيع كما نشتري وفي حال انخفاض الأسعار من المصدر، فإن ذلك ينعكس على السوق وتنخفض الأسعار تلقائيًا".
أما التاجر محمد المدهون، فيرجع ارتفاع الأسعار في الأسواق لعدة أسباب منها إغلاق المعابر وشح المنتج في الأسواق، إضافة إلى تكلفة النقل من الجانب الإسرائيلي وارتفاع المواصلات الداخلية وبالتالي كل هذه الأمور تنعكس على السلعة ويرتفع سعرها في الأسواق.
وذكر أنه لو امتنع التاجر عن استيراد مثل هذه الأصناف المهمة والضرورية للمواطن فإنها ستفد في السوق بشكل نهائي فيضطر التاجر استيرادها وتوزيع تكاليف النقل والعمال وأجرة تأمين البضاعة من قطاع طرق على الكمية المستوردة وبالتالي ترتفع تكلفة وصولها للمستهلك.
يشار إلى أن قطاع غزة يعاني منذ أربعة عشر شهرًا من أزمات متتالية في توفير السلع الأساسية سواءً الغذائية والتموينية والدقيق وحليب وفوط الأطفال وكبار السن الأمر الذي انعكس سلبًا على حياة المواطنين الذين يعانون ويلات الحرب والتشرد والنزوح وفاقم من معاناتهم أضعافًا مضاعفة حيث يواجهون الحرب الإسرائيلية ضدهم وحرب الغلاء وارتفاع الأسعار من ناحية ثانية.