أمد/
واشنطن: فتح سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد باب التنافس أمام القوى الأجنبية الكبرى من أجل السيطرة على سوريا، ما يهدد بنشوب صراع جديد، وفق تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست".
وأشار التقرير إلى أن "فراغ السلطة أطلق العنان لمعركة من أجل قلب الشرق الأوسط"، وهي منافسة يمكن أن تؤخر إلى أجل غير مسمى السلام والاستقرار الذي يتوق إليه السوريون، وربما تمتد إلى منطقة أوسع تعصف بها الحرب أصلا.
وفي الأسبوع الأول لسوريا بعد بشار الأسد، قصفت ثلاث قوى أجنبية أهدافاً في البلاد سعياً لتحقيق أهدافها الاستراتيجية: الولايات المتحدة ضد فلول تنظيم "داعش"، وتركيا ضد القوات الكردية في الشمال الشرقي وإسرائيل التي استهدفت البنية التحتية العسكرية السورية في مواقع متعددة، وفق التقرير.
واعتبر التقرير أنه "في هذه الأثناء، كانت روسيا وإيران، الداعمتان الرئيسيتان للأسد والخاسر الأكبر من تغيير السلطة في دمشق، تسارعان إلى سحب قواتهما أو إعادة تمركزها في البلاد.
وقال متحدث باسم الحكومة الإيرانية إن إيران قامت بإجلاء 4 آلاف فرد من سوريا منذ سقوط الأسد. وتقوم روسيا أيضًا بسحب قواتها من قواعدها حول سوريا وتنقلها إلى قاعدة حميميم الجوية على ساحل البحر الأبيض المتوسط في سوريا، على الرغم من أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت عمليات النقل تمثل انسحابًا واسع النطاق.
ووفقا للتقرير الأمريكي "يعد هذا النشاط مقياسًا للأهمية الاستراتيجية الحيوية لسوريا باعتبارها ملتقى طرق للأديان والأيديولوجيات والتضاريس التي تحد 5 دول أخرى في الشرق الأوسط، كما أنه يسلط الضوء على احتمال حدوث اضطرابات مع تحول التحالفات السياسية والعسكرية، وسيطرة الفصائل المسلحة، بقيادة هيئة تحرير الشام، على السلطة في دمشق".
ونقل تقرير الصحيفة الأمريكية عن فراس مقصد، وهو باحث بارز في معهد الشرق الأوسط قوله إن ما يجري "زلزال جيوسياسي من أعظم حجم في قلب الشرق الأوسط"، مضيفا: "إنه تغيير جذري."