أمد/
روما: نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا أطفال من غزة يتلقون العلاج في إيطاليا بعد بتر أطرافهم بفعل الحرب ويتلقون دعما نفسيا في مخيمات صيفية
في مشهد يفيض بالمشاعر، استقبل أطفال إيطاليون في مخيم صيفي الطفلة شيماء شادي، البالغة من العمر ست سنوات، بالأسئلة حول فقدانها لساقها.
إحدى الأطفال علّقت: "لقد خاضت الحرب". شيماء هي واحدة من بين 16 طفلاً تم إجلاؤهم من غزة قبل أشهر لتلقي العلاج الطبي العاجل.
سارة يوسف، التي أصيبت بكسر في الحوض نتيجة قصف إسرائيلي، استعادت قدرتها على اللعب دون عرج. أما أحمد السعافين، البالغ من العمر أربع سنوات، فما زال يتعلم استخدام ساقه الجديدة التي تعوّضه عن ساقه التي فقدها تحت القصف.
بيان عزوم، التي أُنقذت من تحت أنقاض غزة في حالة حرجة، تواجه الآن رحلة علاج طويلة تمتد لما يقارب السنتين. عمرها لم يتجاوز الأربع سنوات، وهي تعيش في أرض غريبة عنها.
هؤلاء الأطفال، الذين جاؤوا مع أقاربهم كمرافقين، لا يعرفون سوى القليل عن اللغة أو الثقافة الجديدة. ومع ذلك، فإن ما يعرفونه جيداً هو الحرب.
تم إجلاء هؤلاء الأطفال، الذين تقل أعمار جميعهم عن 15 عاماً باستثناء واحد، من قطاع غزة في وقت مبكر من هذا العام بعد إصابتهم بجروح خطيرة خلال الحرب بين إسرائيل وحماس. جاء هذا الإجلاء بعد مفاوضات شاقة بين منظمات الإغاثة وعدة حكومات، بما في ذلك إسرائيل ومصر وإيطاليا.
عندما انضمت شيماء إلى المخيم الصيفي لأول مرة، "لم يلاحظ أحد أي شيء"، كما قالت جوليا مينجاردي، إحدى معلماتها. "تغيرت الأمور عندما ذهبنا لأول مرة إلى حمام السباحة. عندها بدأت كل الأسئلة".
بعد السباحة، حاول أحد زملائها بحذر لمس طرفها الاصطناعي. عبست شيماء في وجه الصبي وغطت نفسها. عندما سألها الأطفال أسئلة عما حدث، تجاهلتهم.
قالت السيدة جمال، التي تعيش مع ابنة أختها في مساكن حكومية إلى جانب عائلات من نيجيريا وأوكرانيا، إن شيماء في البداية واجهت صعوبة في استخدامه، حيث كانت تعرج.
لكن شيماء تكيفت بسرعة. فبينما كانت تركض في الممر، كانت تتعثر وتسقط أحيانًا. والآن تنهض على الفور، وتصلح حذائها الفضفاض، وتبدأ في الركض مرة أخرى.
لا يزال أحمد، 4 سنوات، يكافح مع طرفه الاصطناعي. فقد ساقه عندما ضرب قصف إسرائيلي منزل عائلته في أكتوبر/تشرين الأول 2023 في بلدة النصيرات بوسط غزة. وأصيبت ساقا أخته وكتفها بجروح خطيرة، كما كُسر كتف وساق والدته.
ولم يصب والده منتصر السعافين البالغ من العمر 35 عامًا بأذى. وقال: "عندما أدركت ما حدث، بحثت بين الأنقاض، وأخرجت أفراد عائلتي واحدًا تلو الآخر، بما في ذلك جثة والدتي وبقايا والدي".
وبعد ذلك، تمكن السعافين من نقل ابنته البالغة من العمر 12 عامًا، ريما، إلى مصر للعلاج، بينما بقي أحمد ووالدتهما في مستشفى بغزة. وقال والدها إن ريما عانت في مصر، ورفضت الكلام. ولم تبدأ في الشعور بالتحسن إلا بعد أربعة أشهر، عندما انضمت إليهم والدتها وأحمد هناك.