أمد/
تل أبيب: انتقدت أربع مجندات إسرائيليات جيش الاحتلال الإسرائيلي بشدة، عقب أسابيع من تحريرهن من الأسر في قطاع غزة، حيث قضين نحو 15 شهرًا بعد اختطافهن خلال هجوم 7 أكتوبر 2023 الذي شنته حركة حماس.
وأفادت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" العبرية، بأن رئيس أركان جيش الاحتلال، هرتسي هاليفي، اجتمع أمس الجمعة مع المجندات الأربع المُفرج عنهن، وهن أغام بيرغر، وليري ألباج، ونعاما ليفي، وكارينا أرييف، في لقاء شهد توترًا شديدًا بسبب الانتقادات الحادة التي وجهتها المجندات حول فشل الجيش في التعامل مع التحذيرات السابقة للهجوم.
ونقلت الصحيفة، عن إحدى المجندات قولها لهاليفي: "كيف يمكنك أن تقول إنك لم تكن تعلم شيئًا عن الهجوم؟ كيف لم تستعد له؟ لقد حذرناكم جميعًا، رأينا ذلك بأعيننا، وقمنا بعملنا كما هو مطلوب، لكنكم تجاهلتمونا".
وأكدت المجندات أنهن قدمن تحذيرات متكررة حول تكثيف نشاط حركة حماس على طول حدود غزة قبل الهجوم، لكن قيادة الجيش لم تعر هذه التحذيرات الاهتمام الكافي. كما عبّرت إحدى المجندات عن استيائها من تخلي الجيش عن زملائهن أثناء القتال، قائلة: "لقد تركتمونا لمصيرنا، قاتل زملاؤنا بمفردهم دون دعم".
وأشارت مجندة أخرى إلى المخاطر التي تعرضن لها خلال فترة الأسر، حيث كدن يفقدن حياتهن بسبب القصف العشوائي الذي نفذه جيش الاحتلال على قطاع غزة، قائلة: "كنا على وشك الموت أكثر من مرة بسبب القصف الإسرائيلي، ونجونا في اللحظة الأخيرة".
وفي المقابل، أقر رئيس أركان جيش الاحتلال بمسؤولية الجيش عن فشل التعامل مع التحذيرات وأسر المجندات، معترفًا بأن الجيش لم يأخذ تحذيراتهن على محمل الجد.
وقال هاليفي: "كان من الخطأ تجاهل تحذيراتكن، وأعتذر عما مررتن به خلال الأسر"، مؤكدًا أن الجيش سيحقق فيما حدث يوم 7 أكتوبر لضمان عدم تكرار هذا الإخفاق.
ووفقًا للتقرير، فإن المجندات الأربع كُنَّ جزءًا من وحدة المراقبة القتالية التي تُعرف باسم "تاتزبيتانيوت"، والتي يُشار إليها بـ"عيون الجيش"، حيث يعمل أفرادها على مدار الساعة لجمع المعلومات الاستخباراتية في الوقت الفعلي.
وخلال الاجتماع، أشاد هاليفي بأداء المجندات ودورهن في التحذير من الهجوم، مؤكدًا أن الجيش سيواصل العمل لاستعادة باقي الأسرى لدى حماس. كما شدد على أهمية استخلاص العبر من تلك الحادثة لضمان عدم تكرارها مستقبلاً. وفقًا لموقع "تايمز أوف إسرائيل" العبري.
يُذكر أن المجندات الأربع كنَّ من بين سبع جنديات أُسِرن من قاعدة "ناحال عوز" العسكرية، حيث تم الإفراج عنهن في يناير الماضي، بينما تمكن الجيش الإسرائيلي من إنقاذ جندية أخرى بعد أسابيع من الهجوم، فيما عُثِر على جثة جندية أخرى قتلت أثناء الأسر. وأفادت التقارير بأن 15 جنديًا من أصل 52 كانوا في القاعدة قُتلوا خلال الهجوم.
ومن المتوقع أن يستقيل رئيس الأركان هيرتسي هاليفي من منصبه في 5 مارس المقبل، على خلفية فشل الجيش في منع هجوم 7 أكتوبر 2023.