أمد/
تل أبيب: قالت صحيفة "هآرتس" العبرية يوم الخميس، إن المستوى السياسي في حكومة نتنياهو، طالب رئيس أركان جيش الاحتلال الجديد إيال زامير بتحضير خطة عسكرية تشمل إعادة احتلال مناطق في غزة، ما يعني أن الجيش الإسرائيلي قد يضطر لإدارة حياة سكان القطاع، خطة العودة لحرب تدريجية لإعطاء المجال للعودة للمفاوضات واستئناف الصفقة.
وتضيف الصحيفة العبرية، من المقرر أن يعقد زامير مساء يوم الخميس، جلسة تقييم للوضع مع هيئة الأركان العامة، ومن المتوقع أن يعرض خلالها خطة للعودة إلى القتال على نطاق واسع في قطاع غزة. وتقول مؤسسة الجيش إنه وفقا للخطة التي صاغها رئيس الأركان، فإن هناك حاجة إلى عدة فرق للمشاركة في القتال، واستعادة مناطق مختلفة في قطاع غزة انسحبت منها قوات الجيش الإسرائيلي خلال وقف إطلاق النار.
وشككت مصادر أمنية مطلعة على التفاصيل في قدرة الجيش الإسرائيلي على حشد عشرات الآلاف من جنود الاحتياط اللازمين لتنفيذ مثل هذه الخطة لفترة طويلة من الزمن.
وبحسب المصادر الأمنية التي تحدثت لصحيفة "هآرتس"، فإن فرق الاحتياط تواجه صعوبات في ملء صفوفها، وقد أعلن العديد من جنود الاحتياط بالفعل أنهم سيواجهون صعوبات في التجنيد مرة أخرى لفترة قد تمتد لعدة أشهر. وقالت مصادر مطلعة على التفاصيل إن نسبة الحضور في بعض ألوية الاحتياط تصل إلى نحو 50%، وإن البعض الآخر يحاول استكمال صفوفه من خلال تجنيد جنود احتياط من وحدات أخرى.
وأشارت المصادر إلى أن عدداً غير قليل من قادة الاحتياط أوضحوا أنهم ينوون إنهاء خدمتهم وعدم التطوع لمواصلة القتال في غزة، انطلاقاً من موقف مفاده أن العودة إلى القتال تتم لاعتبارات سياسية وعلى الرغم من المخاطرة بحياة الرهائن، الذين كانوا العامل الأهم في حثهم على التجند منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول. ويزعم قادة في قوات الاحتياط أيضا أن استنزاف قوات الاحتياط وحالة المعدات سيجعل من الصعب على بعض الألوية والوحدات دخول القطاع بالقدرات التي كانت لديها في بداية الحرب. وستتطلب إعادة الدخول إلى القطاع استخدام العديد من المركبات المدرعة بسبب استعدادات حماس لاستئناف القتال منذ وقف إطلاق النار.
هناك من يشكك في تصريحات القيادة السياسية بأن الجيش سيعود إلى القتال مع قوات لم تعترف بها حماس بعد. وتقول مصادر مطلعة على التفاصيل إن التوقعات بأن الجيش الإسرائيلي سيتصرف بشكل مختلف عما فعله في قطاع غزة حتى الآن مبالغ فيها. وستكون طريقة إطلاق النار على هذا النحو الذي يسمح للجيش الإسرائيلي بالاستعداد للتطورات في الساحات الأخرى أيضًا، وخاصة إيران، إذا تطور صراع عسكري في الأشهر المقبلة.
وتشير الصحيفة العبرية، في هذا الوقت، ليس من الواضح ما إذا كان الجيش الإسرائيلي سيُطلب منه بالفعل الشروع في الخطة العملياتية لاحتلال أجزاء من القطاع في حالة العودة إلى القتال. ومن الممكن أن تعود إسرائيل إلى القتال بشكل تدريجي، مما يسمح بالعودة إلى المفاوضات لمواصلة صفقة إطلاق سراح الرهائن.
وعلى المستوى السياسي، طالبوا، من بين أمور أخرى، بأن يقدم الجيش خططاً لهدم مناطق مبنية واسعة داخل القطاع وإعادة بناء المنطقة وفقاً للمصالح الأمنية الإسرائيلية.
وبحسب تقديرات استخباراتية، غادر قطاع غزة خلال الأشهر الأخيرة ما بين 30 و50 ألف شخص، ويدفع بعض المغادرين للمقيمين الذين يذهبون لتلقي العلاج الطبي في مصر للحصول على وضع مرافق، وبالتالي يخرجون أنفسهم من القطاع.