أمد/
حالة من التصعيد اللفظي سيطرت على بعض من الدوائر سواء المصرية أو العربية ذات التوجه الإسلامي آو اليساري خلال الساعات الماضية ، وهي التصريحات التي جاءت ردا على التصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي قال فيها يجب أن تكون منطقة محور فيلادلفيا تحت السيطرة الإسرائيلية .
والمعروف أن محور فيلادلفيا يمتد بطول 14 كم من البحر المتوسط شمالا وحتى معبر كرم أبو سالم جنوبا عبر الشريط الحدودي بين مصر وقطاع غزة،.
وبموجب معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية لعام 1979، فإن هذا المحور يعتبر منطقة عازلة ، وقد كان يخضع لسيطرة وحراسة إسرائيل قبل أن تنسحب الأخيرة من قطاع غزة عام 2005 فيما عرف بخطة "فك الارتباط".
وبموجب اتفاق مصري مع إسرائيل تم نشر 750 جنديا على امتداد الحدود مع غزة، غير أن هذه القوة:
1- ليست قوة عسكرية
2- تتكون من عناصر للشرطة
3- الهدف الرئيسي منها هو لمكافحة الإرهاب والتسلل عبر الحدود
غير آن الحديث عن جدوى هذه القوة تصاعد إسرائيليا عقب قيام أحد العسكريين المصريين باغتيال ٣ من العسكريين الإسرائيليين ومن وقتها والعلاقات تعقدت بصورة ملحوظة بين الدوائر السياسية والأمنية في إسرائيل ونظيرتها في مصر.
عموما فإن الأزمة المتعلقة بمحور فيلادلفيا تعقدت بعد ذلك ، حيث سيطرت حركة حماس على هذا الممر الشائك بعد سيطرتها على القطاع، غير آن قيادات مصرية عملت على إحكام قبضتها الأمنية على هذا الشريط الحدودي، الأمر الذي بلور صيغة طبيعية للتعاون المشترك بين حماس وقوات من الجيش المصري.
وقد وصلت إسرائيل الكثير من التقارير الاستراتيجية التي تحذر من هذا التعاون المشترك بين عناصر حركة حماس من جهة ، وبعض من عناصر الجيش المصري ، وتصاعدت بقوة دقة وخطورة هذا التعاون مع هجمات السابع من أكتوبر،
عموما فإن تصريحات نتنياهو تأتي في ظل توتر واضح للعلاقات المصرية الإسرائيلية بسبب تداعيات ما حصل في السابع من أكتوبر الماضي ، والذي تمثل منطقة محور فيلادلفيا واحدة من أسباب هذا التوتر بسبب:
1- اتهام دوائر إسرائيلية لجهات من مصر بأنها وافقت ودعمت على تهريب السلاح إلى قطاع غزة وتحديدا حركة حماس عبر هذا المحور.
2- هناك يقين إسرائيلي واضح من أن التحكم الأمني على القطاع سيتحدد وفقا لنقطتين هامتين:
أ- السيطرة على محور فيلادلفيا.
ب- ردم الأنفاق والقضاء عليها تماما.
3- من الواضح أن مستوى التعاون بين مصر وإسرائيل أمنيا تأثر بسبب أحداث السابع من أكتوبر ، وهو التأثر الذي بات واضحا في العلاقات الباردة بين مؤسسة الرئاسة المصرية من جهة وبين مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، والذي يرى أن مصر كان لها دورا فيما جرى في السابع من أكتوبر.
تقدير استراتيجي
عموما بات من الواضح أن العلاقات بين مصر وإسرائيل ، في المرحلة الحالية على الأقل تتعرض للكثير من الضغوط والتحديات ، خاصة مع الرغبة الإسرائيلية في تعديل بعض من النقاط الأمنية والاستراتيجية التي تتعلق بمسار الحدود المصرية الإسرائيلية ، وهو ما يمكنه أن يزيد من توتر العلاقات والأوضاع خلال الفترة المقبلة.