أمد/
ماضون قدما لتحقيق الأهداف الوطنية….
أهنيء اخوتي الفتحاويين بانطلاقة الثورة، بالذكرى الـ 59 لانطلاقة حركتنا المجيدة، وبدء الكفاح المسلح والمضي في مسيرتها العظيمة في قيادة نضال شعبنا وتشكيل العمود الفقري للحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة اليوم نستذكر شهداءنا، بداية بالقائد المؤسس ياسر عرفات ورفاقه من القادة العظام أبو جهاد وأبو اياد وكل الشهداء في هذه القافلة الطويلة وننحني جميعا أمام تضحيات وجرحانا وأسرانا وكل معاناة كوادرنا وأبناء شعبنا .
59 لانطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة التي فجرتها حركة فتح، وعلى امتداد عقود من السنوات الكفاحية، تابعت حركة فتح المسيرة حافلة بالإنجازات والعطاءات متعمدةً بدماء الشهداء وآلام الجرحى وعذابات الأسرى، تضحيات صنعت مجداً وتاريخاً، جعل من يوم الانطلاقة 1/1/1965 منعطفاً وجهته نحو النصر الأكيد، نحو استعادة كامل الحقوق الوطنية لشعب فلسطين، بإرادة من حديد تحمل كل معاني الصمود ومآثر البطولات التي سطرها أزيز الرصاصة الأولى، تدوي على الطريق إلى فلسطين، طريق الكفاح المسلح، وشعارها «ثورة حتى النصر» خطته قوات العاصفة على الدرب الصعب المعمد بالدم الطاهر حتى نيل الحرية والاستقلال، حملت لواءه عام 2000 كتائب شهداء الأقصى، رافعة في انتفاضة الأقصى علم فلسطين، يداً بيد مع كل من حمل راية فلسطين والكفاح، ليكملوا مشوار الكرامة والتحرير والاستقلال منذ عشرينات القرن الماضي في ثورات متوالية فجرها شعبنا الأبي، وهو يتصدى لموجات هجرة المستوطنين ، ويقاوم الاستيطان والتهويد، وينهض الاستيلاء على الأرض، عبر مراحل مختلفة بظروفها السياسية والنضالية، مختلفة بشعاراتها المرحلية، وجوهر الصراع متمركز حول التمسك بأرض فلسطين وحق شعبها في تقرير المصير على هذه الأرض التي تستحق الحياة .
بعد مُضي 59 عامًا على أنبل فكرةٍ وظاهرةٍ في التاريخ تسير حركةُ فتح بخطى ثابتة نحو هدفٍ واحدٍ وقد اقسمت أن لا تضلَ الطريق الذي رسمه ابناءها وقادتها الشهداء منذ ميلادها إلى اليوم، فتح التي سكنت النفوس والعقول وآمن بها الملايين والتي ارعبت اعدائها وأمام المؤامراتِ عليها فإنها لم تُخلق عبثاً بل من أجل هدفٍ واحدٍ في ليلةٍ حالكة من أبنائها الشرفاء المؤمنين بالحرية والنصر في ظل المؤامرات والمكائد السياسية ضد فلسطين، وان حاولَ بعض الغربان والغرباء النيلَ منها سرعان ما فشلوا بفعلِ صمودها وإسقاطها للمشاريع المشبوهة قولًا وفعلًا من الميلاد حتى الان تمسكت فتح بالثوابت الوطنية التي لا تسقط مهما طال الزمن، حركة فتح صاحبة الطلقة الاولى سارت وسار قادتها بين حقول الالغام ،فقادوا الثورة ومنهم من قادتهم للاستشهاد ومنهم من قضوا سنوات حياتهم في الاسر في سجون الاحتلال ينتظرون شمس الحرية التي ستشرق عليهم قريبًا باذن الله ومنهم لم يتراجعوا درجة واحدة رغم الضغوط فرفضوا الاملاءاتِ والتنازلاتِ رغم التهديداتِ التي وصلت حدود التصفية بشكل علني أو سري، لكن هذه التهديدات لم تثني قادة فتح عن التمسك بثوابتها انطلاقًا من مؤسسها الزعيم الخالد القائد ياسر عرفات ومن حمل الامانة من بعده بصدق القائد العام لحركة فتح الرئيس محمود عباس الذي قال لأمريكا لا وسأسقط صفقة القرن فعندما خيروه بين قبولها او رفضها قال أهلا بغضبِ أمريكا، فهو متسلح بالايمان بالله وأحقية قضيتنا وحتمية النصر وفلسطين المؤتمن عليها وبحركة فتح المنفتحة على التاريخ والزمان والمكان . وفي ذكرى انطلاقتها ستبقين الأعظم يا من صنعتِ المجد فوق الارض وتحت رقعة السماء فأنت الجبل الذي لا تهزه الرياح وكذلك أبناء فتح فمن ولدوا في العواصف لا يخشون هبوب الريح .
انطلاقة ثورة وانعطاف تاريخ لمرحلة جديدة في مسيرة نضال شعب، لتبدأ حركته بالتصاعد والعنفوان نحو الحرية والاستقلال ورفض الاحتلال، لقد كان لبندقية حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) إطلاق الرصاصة الأولى رصاصة الأسبقية، معلنة بدأ عصر الثورة المعاصرة، فكسبت بذلك الالتفاف الأول والتأييد الجماهيري الأوسع حولها من كل الفئات والطبقات الاجتماعية الفلسطينية وشهدت صفوفها الانضمام المبكر لطليعة أبناء شعبنا، وتعزز موقعها في كل أماكن تواجد الشعب المشرد، والراغب بالثورة وتغيير الواقع الذي هدد وجود وكيان وهوية شعب فلسطين، فوجد الكثيرون في عضوية حركة فتح الموقع والمكان المناسب لتضافر جهود الجميع في عمل وطني منظم يجدي في مقارعة العدو، انطلاقة حولت الشعب المشرد شعب الخيام واللجوء والمنافي إلى شعب ثائر يستشعر هويته الوطنية ويلمس قدرته في صنع الحدث، فهب ليستبدل خيمة النكبة وذل اللجوء، ويقيم مكانها خيمة معسكر الثائرين ومركز تدريب الفدائيين .
إن "فتح" المتجددة دوما أرست مفاهيم جديدة، ولمعت الذاكرة بشعاراتها التي أطلقتها منذ الانطلاقة الأولى. وأرسلت عدة رسائل داخليا إلى الكل الفتحاوي المنتمي عضويا أو المؤيد وجماهير الحركة، ورسائل إلى القوى والأحزاب الوطنية المنضوية تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية، ورسالة إلى القوى الإسلامية وشخصيات مستقلة ما زالت غير ملتزمة أو مؤمنة بأن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وما زلت تقوم بدور التشكيك وعدم الإقرار بها كما وجهت رسالة إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي وحكومتها الفاشية الجديدة، أن الثورة الفلسطينية بقيادة عمودها الفقري حركة فتح ما زالت قوية ومتجددة وهذا الحشد الكبير رسالة واضحة ورادعة للعدو بأن الثورة الفلسطينية ما زالت مستمرة متصاعدة بقيادة فتح والرسالة الموجهة إلى المجتمع الدولي كافة، وبخاصة الولايات المتحدة التي تشكك بوحدانية تمثيل منظمة التحرير للشعب الفلسطيني، وهل رئيس الدولة الفلسطينية يمثل غزة باعتبار أن حركة حماس تسيطر عليها، ولا وجود للسلطة الشرعية فيها جاء الرد الشعبي أن غزة وشعبنا الفلسطيني فيها مؤيد وداعم ومع الشرعية الفلسطينية ومع الرئيس محمود عباس الذي رفعت صوره وصورة الشهيد الخالد ياسر عرفات في جميع ساحات وميادين وشوارع ونواحي القطاع، و الحناجر تهتف له و فتح ومنظمة التحرير .
وأيضاً، أرست مفاهيم جديدة، منها أن قواعد الحوار والعمل الوطني الفلسطيني يجب أن تستند إلى موقف ورأي الجماهير التي عبرت عن تأييدها وتمسكها بمنظمة التحرير الفلسطينية والثورة الفلسطينية، وأنها الممثل الشرعي والوحيد ولا بديل عنها ورفضا لكل المحاولات اليائسة بإيجاد بديل أو التهرب من المسؤولية بعدم مشاركتهم فيها وأمام كل هذه التحديات وما يحاك بحق حركتنا وقضيتنا ومستقبل شعبنا من مؤامرات ومحاولات لإخضاع الموقف الفلسطيني الذي تحميه فتح بنهجها الثوري الوطني، فإننا نعاهد شعبنا وامتنا واحرار العالم ومقاتلي الحركة أن نظل الأوفياء للشعب والوطن والقضية، وأن نحمي مشروعنا الوطني التحرري بكل ما أوتينا من عزم وامكانيات، ولن نتخلى عن دورنا الثوري حتى دحر الاحتلال وتحقيق الاستقلال واقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس .
تلبية دعوة سيادة الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين للحوار الوطني كما جاء في كلمته لمناسبة ذكرى الانطلاقة وعليه نؤكد دعوة الرئيس ونطالب جميع الفصائل والقوى الشروع فوراً بالحوار ونقترح أن يكون مقر المجلس الوطني الفلسطيني المكان المناسب لهذا الحوار استعادة الوحدة الوطنية واستكمالها بانضمام جميع القوى تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا والدعوة مفتوحة لحركتي حماس والجهاد، والطلب من الاخوة في الجبهة الشعبية العودة إلى قيادة المنظمة، وكذلك الاخوة في القيادة العامة والصاعقة، والعمل من أجل تشكيل مجلس وطني فلسطيني إنهاء الانقسام الذي حدث في غزة، وعودة الكل الفلسطيني إلى البيت الجامع ألا وهو منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني والتوقف عن الممارسات التي تُعمق الانقسام وتوسع الفجوة بين شطري الوطن مواجهة دولة الاحتلال وحكومة إسرائيل الفاشية في جميع الميادين بدءا بالمقاومة الشعبية مرورا على جميع المؤسسات والهيئات الدولية لفرض العزلة عليها طالما الاحتلال جاثم على صدورنا ويحتل أرضنا ودولتنا إعادة العلاقات وتقويتها مع الأشقاء العرب والجامعة العربية ودفعهم باتجاه تقديم الدعم المطلوب لتعزيز دور مقاومة الشعب الفلسطيني وقيادته سواء الشعبية أو السياسية أو الدبلوماسية .