حمادة فراعنة
أمد/ تجتاح حكومة المستعمرة خلافات بينية، بعضها، بين أحزاب الائتلاف الحكومي الأربعة، وبعضها بين أحزاب التحالف لحكومة الحرب التي تجمع الأحزاب الأربعة: الليكود، شاس، يهود التوراة والصهيونية الدينية، مع حزب بيني غانتس.
بيني غانتس وفريقه الذي كان يقود المعارضة ضد حكومة نتنياهو مع يائير لبيد وليبرمان، ترك موقع المعارضة والتحق بالحكومة بعد عملية 7 تشرين أول أكتوبر 2023، لمواجهة «العدو الفلسطيني» الواحد.
خطط حكومة الحرب التي شارك بها بيني غانتس مع وزير الدفاع يوآف جالنت، فشلت في تحقيق أهداف الخطة العسكرية الثلاثة: 1- إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، 2- اجتثاث المقاومة الفلسطينية وخاصة حركتي حماس والجهاد، 3- تقليص سكان قطاع غزة باتجاه تهجيرهم نحو سيناء مصر.
فشل الخطة وبروز خلافات في كيفية إدارة المعركة، وامتداد هذا الخلاف إلى بروز الخلاف مع الولايات المتحدة انعكست على موقف بيني غانتس الأكثر قرباً وتفاهماً مع الولايات المتحدة، حيث يتجه بيني غانتس إلى الانفصال عن حكومة الحرب، والانتقال نحو المعارضة، بهدف اختزال الوقت قبل سقوط حكومة نتنياهو جماهيرياً، وقبل فكفكة تحالف الأحزاب الأربعة الحكومية.
في داخل الحكومة تشتد عوامل الانقسام في كيفية التعامل مع قطاع غزة، حيث تضغط الولايات المتحدة لتقليص حجم الوجود العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة، وتقليص استهداف المدنيين الفلسطينيين الذي سبب قتل عشرات الآلاف منهم وتدمير أكثر من خمسين بالمئة من المنشآت المدنية بما فيها البيوت على ساكنيها، أدى إلى حالة الامتعاض والاستفزاز والاحتجاجات في الشوارع الأوروبية والأميركية.
يبرز الخلاف واضحاً بعد اجتماع اكثر من عشرين عضو كنيست يطالبون بإعادة الاستيطان في قطاع غزة، وهذا يعني إعادة الاحتلال الدائم والمستمر لقطاع غزة، بما يتعارض مع مواقف الأطراف الأخرى التي ترى أن المستعمرة تورطت في دهاليز قطاع غزة، ودفعت إلى الآن أثماناً باهظة بدون أن تحقق الأهداف المرسومة، كما أن الولايات المتحدة تقف معلنة ضد خطة الضم وبقاء الاحتلال على أرض قطاع غزة.
الاحتلال وحكومته والائتلاف الذي يقودها في مأزق، وسببه الجوهري: 1- مبادرة عملية 7 أكتوبر الكفاحية، 2- فشل الاجتياح الإسرائيلي في تحقيق أهدافه، 3- الخسائر الفادحة التي سببها خطة وقصف قوات المستعمرة للمدنيين الفلسطينيين وقتل عشرات الآلاف منهم، وحصيلتها المظاهرات والاحتجاجات الأوروبية والأميركية.
الاحتلال في مأزق رغم قوته وتفوقه والدعم الأميركي والأوروبي، بينما الشعب الفلسطيني وحركته الوطنية وفصائله الكفاحية رغم الخسائر الفادحة ولكن الصمود والبسالة حققت له حالة من الحضور السياسي، واستعادة القضية الفلسطينية مكانتها اللائقة، بل وحققت مكاسب استراتيجية ستنعكس مستقبلاً بشكل إيجابي على مواقف الأطراف الأوروبية انعكاساً لموقف الشارع في صناديق الاقتراع المقبلة.
فتح بوابات جهنم من قبل محكمة العدل الدولية، ومحكمة الجنايات الدولية إضافات نوعية لمكانة فلسطين لدى مؤسسات الأمم المتحدة.