د. طلال الشريف
أمد/ تعليقا لأحد الإخوة الأعزاء على نصيحتي لحماس التي قدمتها على مدار يومين التي لخصتها في جملة واحدة فقط وهي:
“اطلاق صراح المحتجزين الاسرائيليين مقابل وقف الحرب وإنسحاب جيش الإحتلال التام من غزة “
* نصيحتي لحماس ” أن تفرج حماس عن كل المحتجزين الاسرائيليين مقابل وقف الحرب فورا وإنسحاب جيش الإحتلال من كل شبر في قطاع غزة ودون انتقاص من مساحته، كي لا تبقى قضية الأسرى سيفا مسلطا على مصير حماس الذي أصبح على المحك إذا أرادت البقاء في المشهد ووقف قتل الفلسطينيين ” لان معادلات الحلول الأخرى كلها هي وصفة لتغييب حماس وقتل الفلسطينيين واحتلال معبر رفح للإجهاز على ما تبقى من حماس او دفع النازحين للهجرة إلى سيناء ..
وبهذه الطريقة تستطيع حماس الحفاظ على وجودها
وتوقف قتل الفلسطينيين والأهم من ذلك أنها ستضع نتنياهو والولايات المتحدة في الزاوية وتكشف نواياهم للعالم ولم يجدوا حينها مبررا لاستمرار الحرب “
وكان تعليق لأحد الأصدقاء مقرونا بسؤال وهو التالي:
تحياتي د طلال
هو القتل توقف قبل هذا
لست من مؤيدي اي فصيل ولكن ما هي خطتك للمستقبل؟
وها أنا أجيب على سؤال الأخ العزيز
يسعد صباحكم العزيز
القتل لم يتوقف ولن يتوقف ولكن نحن في وضع غير مسبوق على كل المستويات وكل المجالات وفي لحظة حساسة جدا ولم يتبق شيئا لإنقاذه إلا الانسان الفلسطيني بشكل عام والغزي بشكل خاص وامكانية او محاولة منع احتلال غزة من جديد والذي في تصوري قد يمتد طويلا إن لم نستطع ذلك
اما غدا وبعد توقف الحرب بكل نتائحها فسوف تنتهي حقبة هذا النظام السياسي الفلسطيني بشخوصه وحيثياته وسيكون القادم هو اجيال جديدة وسيستخدمون وسائل عصرهم نتمنى ان تكون أفضل.
نحتاج مزيدا من الوقت لإعادة ترميم الحالة الفلسطينية وهذا هو الأهم لتتناسب مع تحديات قضيتنا واقول الحالة الفلسطينية لقناعتي التامة ان هناك إمكانية لفعل افضل لم نفعله يحتاج وحدة الشعب والهدف وهي نقطة القوة الفلسطينية التي إذا نجحنا فيها يمكن البناء عليها عربيا واقليميا ودوليا.
أما الاحتلال فواضح لنا ولغيرنا ان هناك طريقتان للتعامل مع ذلك فإما نقاتله أو نفاوضه وهذا يحتاج مزيدا من الذكاء للتقديم والتأخير في الوسائل لحين انتاج ما يجلب لنا التحرر.
اصعب التحديات هي “نحن” وكيف ندير الحال وجمع عناصر القوة لخطواتنا في اي طريق نسير فيه.
الآن وقف الحرب وغدا اعمار وبموازات ذلك تغيير سياسي واجتماعي لانتاج نظام سياسي نظيف ووحدة شعب في اتجاه تحقيق هدف متفق عليه بشرط ان نعمل جميعا بأخلاق وقداسة قضيتنا.
والأهم بعد التجربة المريرة عدم الانسياق وراء معادلات خارجية وتجريم المال السياسي ايا كان مصدره لأن التجربة أثبتت أنه عنصر خراب الحالة الفلسطينية الداخلية (وهي الأهم كما قلت أعلاه ) فالمال السياسي هو الذي أضعف الحالة الفلسطينية ولم يمنحها قوة كما يفهم أو كما يتوهم السياسيين.