محسن أبو رمضان
أمد/ اختفي الحديث والتفاعل السياسي والاعلامي بما يتعلق بخطاب وقف إطلاق النار ليرتفع بدلا منةخطاب المساعدات الغذائية والإنسانية.
استخدمت دولة الاحتلال ذلك بهدف التغطية علي عملية الابادة الجماعية والمجازر المستمرة التي أصبحت تحدث بضجيج منخفض نسبيا عن المراحل الاولي بحيث أصبح استشهاد مئات المواطنين يوميا خبرا عاديا مع الاسف الشديد.
فرضت دولة الاحتلال حصارا محكما ومنعت ادخال المساعدات الغذائية والطبية الا بعدد محدود جدا من الشاحنات.
واحكمت السيطرة علي المعابر وجعلت منطقة غزة والشمال بحالة يرثي لها حيث فقدان المواد الغذائية والوصول الي حافة الجوع .
انتقلت حالة المواطنين في قطاع غزة من الفقر والعوز وانعدام الأمن الغذائي والذي كان موجودا بنسب عالية قبل العدوان وارتفعت نسبتة باضعاف اثناؤة الي الوصول الي مرحلة الجوع .
تقول منظمات الأمم المتحدة ان واحدا من كل ستة أطفال يعانو من الجوع وان هناك حوالي 700الف مواطن علي خطوة واحدة من الجوع وانة استشهد حوالي 25طفل جراء الجوع والجفاف .
تتعمد دولة الاحتلال استخدام الجوع كسلاح في حرب الابادة الجماعية التي تشنها منذ ستة أشهر علي قطاع غزة.
تستهدف دولة الاحتلال الاونروا بوصفها عنوانا لقضية اللاجئين الي جانب انها تقدم الاغاثة لأكثر من مليون مواطن من غزة .
ان استهداف الاونروا يأتي في سياق حرب التجويع حيث استشهد عشرات الموظفين التابعين لها كما تم ضرب بعض مراكز توزيع المساعدات ومدارس الإيواء.
تتلاعب الإدارة الأمريكية بالاحتياجات الإنسانية وتصنع بعض الآليات التي تحاول من خلالها إظهار(انسانيتها )الخادعة.
واحدة من هذة الآليات تكمن بإنزال الطرود الغذائية بالمظلات وكذلك اقتراح تدشين رصيف مائي في قبرص.
تستطيع الولايات المتحدة الضغط علي دولة الاحتلال واجبارها علي فتح المعابر البرية .
يظهر التناقض المفضوح للإدارة الأمريكية عندما تستمر في تزويد دولة الاحتلال بشحنات الأسلحة والتي وصلت الي مئة شحنة منذ بداية العدوان وبين التباكي علي معاناة المواطنين في غزة وابتكار أدوات لتزويدهم بالمساعدات الغذائية.
استغلت دولة الاحتلال اي تجمع للحصول علي المساعدات الغذائية وقامت بضربها حيث استشهد العديد من المواطنين الباحثين عن لقمة العيش التي أصبحت مغمسة بالدم .
تخطط دولة الاحتلال للسيطرة علي الموارد الاقتصادية بالقطاع كما اتضح بخطة نتياهو حول اليوم التالي.
ان اقتطاع منطقة (أمنية عازلة )علي الحدود الشرقية من قطاع غزة الي جانب مشروع رصيف قبرص يتضمن السيطرة علي المنطقة الزراعية في قطاع غزة الي جانب الثروة السمكية والأهم غاز بحر غزة الغني بهذة الثروة .
يريد الاحتلال إعادة إنتاج تواجدة الاستعماري في غزة بما يتضمن السيطرة علي الموارد الاقتصادية .
تكمن اهداف الاحتلال من وراء حرب التجويع أيضا لجعل قطاع غزة مكان غير ملائم للعيش بما يساهم بالدفع باتجاة الهجرة الطوعية.
يستخدم الاحتلال حرب التجويع في توتير الجبهة الداخلية وضرب بنية النسيج الاجتماعي الداخلي .
ساهمت أزمة الغذاء والجوع بانتشار بعض المظاهر السلبية بالمجتمع منها غلاء الأسعار وجشع بعض التجار والسرقات والعصابات والتعديات علي الممتلكات والموارد الخاصة .
ان نشر الفوضي وضرب الجبهة الداخلية احد الأهداف التي يسعي لها الاحتلال.
يتطلب مواجهة حالة الاضطراب الداخلي تكاتف كل الجهود الوطنية من كافة الاتجاهات السياسية والفكرية بهدف حماية الجبهة الداخلية وتعزيز حالة التلاحم الداخلي .
بإمكان الفصائل الفلسطينية ان تبدء خطوات الوحدة ضمن مبدأ الشراكة من خلال تشكيل لجان الحماية الشعبية وتقوية حالة التماسك الاجتماعي.
ان مواجهة حرب التجويع غير معزولة عن العمل الجاد لوقف العدوان وعمليات التطهير العرقي وكذلك عن إنهاء الحصار واستمرار النضال من أجل وحدة مكونات شعبنا علي قاعدة ضمان حق في تقرير المصير.