علاء مطر
أمد/ قبل عدة أيام، فاجأت إسرائيل الجميع بإعادة اقتحامها مستشفى الشفاء، وشنت عملية عسكرية أدت إلى ارتقاء حوالي 150 شهيدا وإصابات واعتقال العشرات، ليسجل المستشفى ثاني عملية عسكرية منذ اقتحامه المرة الأولى في 16 نوفمبر الماضي.
وخلال العملية العسكرية أعلنت إسرائيل اغتيال المدير العام للعمليات المركزية بوزارة الداخلية والأمن الوطني بغزة، اللواء فائق المبحوح، الذي أشرف على عملية تنسيق إدخال المساعدات الى شمال قطاع غزة الذي يعاني من الجوع، وعمل على تأمينها من عمليات النهب والسرقة.
وتداول اسم المبحوح بعد أن ظهرت فيديوهات تظهر حجم المجاعة وسرقة شاحنات المساعدات التي تصل إلى مدينة وشمال غزة، أنه مهندس اتفاق إدخال وتأمين شاحنات المساعدات، لأول مرة منذ بداية الحرب على القطاع، لتخفيف وطأة حرب الإبادة والجوع التي يعاني منها سكان الشمال، حيث رتّب الاتفاق بين قوى الأمن المشرف عليها هو شخصيا، مع المؤسسات الدولية وممثلي بعض العشائر.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا أصرت إسرائيل على اغتيال المبحوح، رغم أنه ليس قياديا في القسام، وتعرف إسرائيل جيدا، بأنه منذ 15 عاما قد تفرغ بشكل كامل للعمل في وزارة الداخلية الشرطة المدنية؟
ان الإجابة على هذا السؤال، لا تحتاج الكثير من التفكير لمن يعرف أهداف إسرائيل جيدا في هذه الحرب، فإسرائيل دائما تتعمد ارتكاب المجازر عند بدء أي مفاوضات بينها وبين حركة حماس، مثل التي بدأت أمس في الدوحة، وهذا الأمر تكرر كثيرا خلال الفترة الماضية.
إن تعمد اسرائيل اغتيال المبحوح، لإيصال رسالتين مهمتين الى حركة حماس تحديدا، أولهما أن التهدئة هي فقط من ستضمن إعادة أجهزة الأمن التابعة لحماس، للعمل بكل حرية في غزة خلال فترة التهدئة، وأنه طالما لم يتم التوصل لتهدئة، فإن كل قيادات حماس والشرطة وأجهزة الأمن التابعة لها مستهدفة، كما حدث في رفح قبل أيام، وفي النصيرات اليوم وغيرها الكثير من المناطق.
الهدف الثاني من وراء عملية الاغتيال هو تأكيد إسرائيل لحماس ولأهالي غزة، بأن جيشها يستطيع الوصول الى أي مكان داخل غزة، والوصول لأي هدف مطلوب مهما كان مكانه، وهو ما تفاخر به الجيش والشاباك في بياناته بعد عملية الاغتيال.
إن ملامح اليوم التالي للحرب في قطاع غزة، قد بدأت تظهر للعلن هذه الأيام، بضرورة وجود ضمانات عربية أمنية، مثلما يحدث حاليا في قضية تأهيل الميناء الذي لم يُنشر شيئ عن تفاصيله بعد.