د.غسان مصطفى الشامي
أمد/ تستمر آلة الحرب الإسرائيلية الإجرامية المسعورة في تنفيذ مسلسل جرائم ومجازر حرب الإبادة الجماعية لشعبنا الفلسطيني الأعزل في قطاع غزة، لتصل أرقام الشهداء الأبطال لتتجاوز( 33 ) ألف شهيدا و (150 ) ألف جريح ومصاب ومبتور الأطراف ومقعدين، وعشرات الأطفال والفتية قضوا نحبهم في غزة وشمال جراء الجوع والجفاف ونقص الطعام، وتتواصل حرب التجويع والمجاعة المستعرة في مدينة غزة وشمالها؛ وهناك مايزيد على 10آلاف شهيد تحت ركام وأنقاض المنازل المدمرة، ومليون ونصف لاجئ ونازح ومشرد في رفح التي تنتظر الاجتياح البري، وقرابة 500ألف نازح ومشرد في الخيام في دير البلح والمواصي على شاطئ البحر يعيشون في البرد الشديد القارس يفترشون الأرض ويلتحفون السماء لامأوى ولاملجأ لهم سوى الله ..
ويتسائل كاتب المقال إلى متى سيبقى العالم يتفرج على المقتلة الكبرى في القرن الحادي والعشرون؟؟ إلى متى ستبقى ألة الحرب الاسرائيلية تحصد أرواح الأبرياء والمدنين الآمنيين وتقصف المنازل على روؤس ساكنيها ولايحرك العالم ساكنا..؟؟! إلى متى سنظل نصرخ ونصرخ أين الضمير الإنساني ( الحي ) ..أين مجلس الأمن ..أين محكمة ( العدل الدولية) ومحكمة ( الجنايات الأممية) أين الأمة وأين العالم الدولي والمسلمين وأهل غزة يموتون أمام الكاميرات والشاشات في شهر رمضان المبارك؟؟ أين المؤسسات الصحية الأممية ومنظمة الصحة الدولية مما يحدث من جرائم ومجازر في مستشفى الشفاء ومستشفى المعمداني من قتل للأطباء وطواقم التمريض وقصف المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية وتحويلها لمراكز تعذيب واعتقال وحرق للنساء والأطفال، أين منظمة أطباء بلا حدود والصليب الأحمر وباقي الهيئات الانسانية مما يحدث من جرائم ومجازر علنية في مشفى الشفاء ؟؟
نتسائل بأعلى الصوت أين هم ياسادة ( المجتمع الدولي الظالم)..؟؟! أين مؤسسات ومراكز حقوق الإنسان ومنظمة صحفيون بلا حدود ومنظمة أمنستي الأممية، ومنظمة ( هيومان رايتس ) الأمريكية وغيرهم أين هم مما يحدث من جرائم قتل وسفك دائم بحق المدنين والعزل ورجال الإعلام والصحفيين حيث قتل الإحتلال الإسرائيلي خلال حرب الابادة الجامعية رقم كبير من الصحفيين (132) صحفي واعتقل العشرات فيما أصيب المئات المئات من الصحفيين خلال هذه الحرب..أين مؤسسات المجتمع المدني ومؤسسات المرأة الدولية والاقليمية والعربية مما يحدث من جرائم قتل النساء الفلسطينيات المتواصلة وتعذيبهن وشتمهن واهاناتهن بل تم تسجيل حالات اغتصاب وتحرش، أين منظمات المرأة العالمية والأمريكية والبريطانية والفرنسية وغيرهن وقد تجاوز أعداد النساء اللواتي استشهدن خلال حرب الإبادة الجامعية أكثر من 10 آلاف إمرأة ..أين المنظمات الأممية الدولية من تدمير المساكن والطرق والمنشآت التجارية والاقتصاية والأسواق بى وتدمير مقرات وكالة غوث وتشغيل اللآجئين الأونروا ومؤسسة UNDP الأممية ومؤسسة الغذاء العالمي والمساعدات النرويجية واستهداف طواقمهم على الأرض وغيرها من مكاتب الأممية أين هم كلهم من تواصل حرب الإبادة الجماعية في غزة وهي تدخل شهرها السابع ..أين هم جميعا من مجازر وجرائم الإبادة ..
إن ما يحدث سادة حرب عالمية ثالثة ضحيتها غزة الجريحة المكلومة التي تئن تناشد سادة المجتمع ( الأممي ) أيها النائمون في غفلتكم أين أنتم من مجازر القتل وجرائم الإبادة الانسانية وماذا تنتظرون؟؟ هل تنتظرون الأوامر والصكوك الامريكية الإسرائيلية ،وتلوحون بالأصوات والبيانات الاستنكارية التي لاتسمن ولا تغني من جوع، بل حتى المساعدات الانسانية وكيس الطحين أصبح الحصول عليه يساوي الموت والدم، ولقمة العيش في غزة في شهر رمضان مغمس بالدماء والشهداء والأشلاء سحورا وفطورا ..
أين الإنسانية والضمير العالمي الحي من حرب الإبادة الجماعية والحرب التجويع والمجازر والقتل المتواصل والستمر بحق المدنيين والأبرياء والنساء والأطفال في الشهر السابع من هذه الحرب الكبرى..غزة اليوم تئن والمجتمع الدولي وأمريكا يضحكون على العالم وهم يقذفون من الطائرات القنابل العنقودية وفتات الخبز وما تسمى المساعدات الانسانية _بين مزدوجين _ تلقيه الطائرات الأمريكية في مياه البحر أو في مناطق الحرب وعمليات جيش الاحتلال الإسرائيلي ..
ياسادة إننا اليوم نعيش شريعة الغاب ومنظومة وقوانين ومبادئ شريعة الغاب، ألا يكفي مشاهد القتل والدمار ومجازر الابادة الجماعية بحق النساء والأطفال والشيوخ ..ألا يكفي هذا الظالم الكبير يا منظومة ماتسمى المجتمع الدولي الذي ينظر بعين الظالم والعوار إلى مايحدث في غزة .. متى تصحو من غفلتكم وتوقفوا هذا الحرب الإجرامية المسعورة على غزة وشعبنا الفلسطيني العظيم الصابر المحتسب ..إلى الله المشتكى ..