عبد الباري فياض
أمد/ كانت “القدس” ولازالت قضية العصر بالنسبة لفلسطين والعرب وكل مسلم، فمنذ العدوان الإسرائيلي من حوالي 60 عاما وترتكب دولة الاحتلال مجازر ومذابح يومية في حق الشعب الفلسطيني الأعزل، تقتل الأطفال والشيوخ بدم بارد وتهتك عرض النساء دون رحمة وتأسر الرجال وتنته ك حرمات البيوت حتى تبيد الشعب الفلسطيني من الوجود ليخلو لها الجو على الأرض كاملة.
ومؤخرا، أحيا الشعب الفلسطيني وبعض الدول العربية والإسلامية، يوم القدس الذي يتزامن في نهاية رمضان من كل عام، وتصادف هذا العام مع الحرب القائمة في قطاع غزة، فخرجت مسيرات يوم القدس العالمي في عدد من المدن من أجل نصرة الشعب الفلسطيني.
ويوم القدس العالمي أو اليوم الدولي لمدينة القدس هو حدث سنوي يعارض احتلال إسرائيل للقدس ويتم حشد وإقامة المظاهرات المناهضة للاحتلال الإسرائيلي لفلسطين عامة والقدس بشكل خاص، ويحتفل به المسلمون والعرب في مختلف أنحاء العالم، خصوصا في إيران حيث كانت أول من اقترح هذه المناسبة، فيما التفت كثير من الدول حول هذه المناسبة، واعتبروها فرصة لاقتراح حلول للقضية الفلسطينية وتحرير القدس والمسجد الأقصى المبارك.
وفي كل سنة وخاصة في يوم الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك المعروفة بالجمعة اليتيمة يأتي الاحتفال بيوم القدس، فهو بمثابة حدث سياسي للوقوف ضد الاحتلال والتأكيد على أهمية القضية الفلسطينية التي كانت ولاتزال في قلب وعقل كل عربي ومسلم.
ويرجع تاريخ تحديد مناسبة يوم القدس إلى وقت انتصار الثورة الإسلامية في إيران وإنشاء الجمهورية الإسلامية عام 1979، ببضعة شهور، فاتخذ قائد الثورة ومرشد الجمهورية الإمام الراحل آية الله الخميني، قراراً بإعلان يوم القدس العالمي في يوم الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك كل عام، داعيا الشعب الإيراني وكل شعوب الأمة الإسلامية إلى إحياء هذا اليوم دعماً لتحرير مدينة القدس والمسجد الأقصى، وكذلك تضامناً مع فلسطين.
وكان قرار “الخميني” بإعلان يوم القدس العالمي بسبب حضور فلسطين في فكر الإمام الخميني منذ بداية دعوته للثورة الإسلامية في إيران، فكان تحالف النظام الملكي الحاكم في إيران مع الكيان الصهيوني على حساب فلسطين أهم أسباب نزع الشرعية عن النظام والتحريض ضده، وأفتى بضرورة تخصيص جزء من أموال الزكاة والصدقة لدعم الجهاد في فلسطين، وأفتى بوجوب مقاطعة الصهاينة في “إسرائيل”، ومازالت إيران تدعم حركة “حماس” وشجعتها على تنفيذ عملية طوفان الأقصى التي بكل أسف فتحت أبواب الخراب على شعب فلسطين.
وجاء يوم القدس هذا العام، حزينا على أهل فلسطين الذين يعانون من ويلات الحرب منذ ستة أشهر، خاصة بعد أن سجلت الحرب حوالي 33 ألف شهيدا فلسطينيا غالبيتهم من النساء والأطفال، و63 ألف مصاب فضلا عن آلالاف المفقودين تحت الأنقاض.
وعلى الرغم من الخسائر الكبيرة في صفوف الشعب الفلسطيني جراء أحداث طوفان الأقصى الحزين وما تبعه، إلا أن آلة القتل الإسرائيلي لا تتوقف، فمازالت تل أبيب تطلق الصواريخ وتضرب وتقتل وتأسر وتوقع به خسائر جسيمة في صفوف المدنيين العزل، وتهدد أيضا باجتياح رفح لترتكب مجزرة جديدة تضاف لمجازر الاحتلال الغاشمة ضد الشعب الفلسطيني.
ومازال الصراع على أرض غزة قائما، فتتواصل سياسات القتل والتدمير والإبادة والتطهير العرقي غير المبرر دون رحمة، ويبقى السؤال المهم، إلى متى تنتهي هذه الحرب الغاشمة فنحن نريد حلا حقيقيا لهذا الدمار والظلم الفادح للشعب الفلسطينى.