د. عبد القادر فارس
أمد/ تذكرني لعبة ” الحرب المحسوبة والمحوسبة ” بين إسرائيل وإيران ، بالتعريب العجيب الذي قام به مجمع اللغة العربية لكلمة ” ساندويتش ” ، حين خرج علينا بجملة طويلة لتلك الكلمة ، فجاء التعريب أو الترجمة للساندويتش ، بجملة ” شاطر ومشطور وما بينهما كامخ ” .
فيما جرى في الساعة الأولى من فجر هذا اليوم الجمعة 18 أبريل ، من قصف لمطار عسكري أو قاعدة جوية إيرانية في مدينة أصفهان ، أن إسرائيل الرسمية لم تعلن تبنيها للغارة ، فيما أعلنت إيران أنها لا تعرف حتى الآن من الذي قام بالهجوم ، والقول إن الهجوم تم بطائرات مسيرة صغيرة ، تصدت لها الدفاعات الجوية ، ولم تحدث هناك أضرار ، وحتى يتم الكضف عن صاحب الهجوم ( الواضح تماما أنه إسرائيلي ) رغم التعتيم الإيراني ، والغموض الإسرائيلي ، تظل لعبة الكراسي الموسيقية المتبادلة ، وفق قواعد الاشتباك ، بالرد والرد المضاد ، المحسوب والمحوسب ، حين أعلنت إيران عن توقيت الرد ونوعيته بالمسيرات والصواريخ الثلاثمئة ، والتي لم تحدث أي خسائر مؤثرة أو تذكر ، في ظل ما يجري من حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة في غزة ، والاستعداد لاجتياح رفح في مرحلة الحرب الأخيرة ، فيما يعلن الطرفان المتحاربان ( إسرائيل وحماس ) أنهما على أبواب الانتصار ، فمن هو الخاسر يا ترى ،، بالتأكيد أن الخاسر الكبير هو الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لأبشع حرب فاشية يشنها جيش الاحتلال للشهر السابع على التوالي ، في ظل دعم ” البيت الأسود ” في واشنطن ، المساند عسكريا وماليا وسياسيا لإسرائيل ، وأخره أمس بــ : الفيتو ” ضد مشروع قرار مجلس الأمن ، بإقرار العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة ، مع دعم من الدول الاستعمارية في أوروبا ، ووسط العجز العربي والإسلامي عن نصرة شعبنا وأهلنا في غزة والقدس والضفة الغربية .
والسؤال على ما يجري بين إسرائيل وإيران ، هل فعلا نحن ذاهبون للتصعيد الكبير ، أم أنها حرب ” البروبوغندا ” والكلام ؟!!