منجد صالح
أمد/ اتذكّر تماما عندما صرّح وزير الجيش الاسرائيلي يوآف غلانت، بكل ثقة، في بداية الاجتياح البري الاسرائيلي لقطاع غزة، قال: “طهّرنا شمال القطاع ونتوجّه نحو الجنوب!!!”
طيّب، لقد طهّر شمال القطاع، يقصد من المسلحين الفلسطينيين، مع العلم ان الحقيقة والواقع قالت وتقول انه وجيشه العرمرم طهّر شمال القطاع من سكانه المدنيين،
يبدو ان شمال قطاع غزة يحتاج مرّة اخرى إلى التطهير بدليل اقتحام دبابات الاحتلال لمناطق بيت لاهيا وبيت حانون، بعد ستة أشهر بالتمام والكمال من تطهيرها الاول،
هل بحسبة بسيطة تدوم مدّة التطهير هذه ستة اشهر، يتوجّب القيام بها بصورة دوريّة رتيبة،
تأتي محاولة التطهير الثانية لشمال القطاع في خضم اوج الاستعدادات الاحتلالية لعملية تطهير أولى في الجنوب، وبالتحديد في مدينة رفح التي تكتنز رجوما بشرية من النازحين من الشمال ومن الوسط،
اذا دخلت اسرائيل في عملية تطهير اولى للجنوب، لرفح، فهذا يعني ان مراحل التطير لديها ستتداخل وتتشابك وستحتاج إلى حاوي أو ضارب بالودع وقارئ كف وربما خبير تطهير حتى يستطيع العالم ان يتابع عمليات التطهير الاسرائيلية الهابطة كالمطر على القطاع شمالا ووسطا وجنوبا ثم شمالا ومراجعات وتطهير المُطهّر واعادة تطهير الذي اصبح بحاجة إلى تطهير ثانية،
ومع ان الاحتلال الاسرائيلي لديه خبرة اكثر من سبعين عاما في شؤون تطهير المدنيين الفلسطينيين والشعب الفلسطيني عامة، إلا انه يقف عاجزا امام عملية تطهير تبدو بسيطة لشمال قطاع غزة لان الدلائل تُشير بان من يُريدون تطهيرهم هم مُطهرين طاهرين “من دار ابوهم”، هكذا من عند ربّهم القدير العزيز،
لذلك يجد السيد غالانت وجيشه صعوبة جمّة في تطهير ما هو طاهر مطهر طهور، وهذه هي صفات ارض البطولة والفداء ارض فلسطين، ومواصفات “الرجال الذين عاهدوا الله، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلا”،
تطهير الشمال تطهير الوسط تطهير الجنوب واعادة تطهير الشمال بعد حين!!!!