د. ياسر الشرافي
أمد/ لا يخفي على احد من المتابعين و المحللين للحرب الدائرة في قطاع غزة منذ أكثر من ستة شهور ، عند قروع طبول الحرب و بداية الحرب في أول ايامها على قطاع غزة و التهديد و الوعيد و الانتقام من الشعب الفلسطيني دون استثناء ، كان الخيار الاول و الهدف الوحيد من هذه الحرب لقادة الكيان الصهيوني تهجير سكان قطاع غزة ، هذا الخيار و هو بالمناسبة مخطط قديم جديد منذ احتلال فلسطين حتى يومنا هذا ، حيث نجح الاحتلال في تهجير الناس عام ١٩٤٨ و من ثم عام ١٩٦٧ من القرن الماضي ، و مع حصار غزة ما يقارب ثمانية عشرة عام و حوجة الناس و ما عانته غزة من مآسي و انقسام فلسطيني فلسطيني ، هاجر عشرات الالاف من قطاع غزة دون رجعة و هذا لم يعجب الكيان الصهيوني ، لان من غادرو القطاع لم يلبي طموح العدو الصهيوني بخصوص هذا العدد من المهاجرين من غزة ، لذلك استغل العدو الصهيوني في تلك الحرب الضروف الدولية كغطاء شرعي لارتكاب ابادات جماعية على مدار الساعة منذ اكثر من نصف عام و زد على ذلك تدمير كلي للحجر و الشجر و القضاء على البنية التحية لقطاع غزة ، و حشر سكان القطاع من الشمال و الوسط في جنوب غزة بالتحديد في مدينة رفح وضواحيها المحايدة تماما للحدود المصرية ، حيث الهدف واضح و هو نزوح من حشروا في رفح مرغمين عبر الحدود المصرية ، يقدر عدد الافراد الموجودين الان في رفح مليون و مائتين الف فلسطيني من المجموع الكلي لسكان قطاع غزة و الذي يقارب إثنين مليون و مائتين الف نسمة ، فعندما فشلو بذلك لقوة الارادة الفلسطينية و قوة الموقف المصري الرسمي بهذا الخصوص و التصدي له ، أُجل موضوع اجتياح رفح حتى يتم اختيار سيناريو بديل عن الحدود المصرية لتهجير الفلسطينيين ، بقدرة قادر في ليلة و ضحاها اعلن الرئيس الامريكي عن بدء الجيش الامريكي في بناء ميناء بحري عائم بتكلفة تجاوزت ٣٥٠ مليون دولار تكون ادارته و حراسته بين الامريكان و العدو الصهيوني ، امس اعلن وزير الخارجية الاميركي اليهودي عن قرب عمل هذا الميناء الامريكي نهاية الاسبوع القادم ، حيث موعد تشغيل هذا الميناء المشبوه ليست صدفة تزامنه مع وضع اللمسات الاخيرة لاجتياح رفح تحت حجة القضاء على ما تبقى من مقاومة بالقطاع ، حيث التنسيق بين الجانب الامريكي و الصهيوني لخطة الاجتياح ، لتوفير( ممرات آمنة ) لاخلاء سكان القطاع المتواجدين في رفح إلى مناطق الشاطئ الغزاوي عبر طريق الرشيد ، و من ثم الانقضاض على المدنيين الذين يغادرون رفح بالصواريخ و حشرهم في محاذاة هذا الميناء الذي انشأه الجيش الامريكي ، لفرض معادلة غدر و خسة للفلسطينيين ، و هي اما القتل او الذهاب مباشرة الى ذلك الميناء و هناك تنتظركم بواخر التهجير و البوارج الامريكية و الاوربية ، حيث قنابل و صورايخ العدو الصهيوني من حولكم و البحر امامكم ، و هذا السناريو قابل للتنفيذ هذه المرة ، حيث الدمار الذي تعرض له قطاع غزة و ارتفاع عدد الشهداء و الجرحى و المفقودين الذي تجاوز المائة و العشرين الف و الجوع و المرض الذي ضرب كل انحاء القطاع ، و عدم صلاحية العيش في قطاع غزة بسب هذا الدمار الشامل ، و الاهم من ذلك التراشق الفلسطيني الفلسطيني ، كل هذه العوامل قد تنجح هذا السيناريو هذه المرة ، اذ لم نفرج على كرب سكان القطاع في اسرع وقت ما يمكن في دعمهم باسرع ما يمكن عربياً و اسلامياً و هذا للاسف الشديد مستبعد منذ بداية الحرب ، انهاء الانقسام الفلسطيني الفلسطيني و هذا ايضاً مستبعد لاجندات دولية و مصالح حزبية و بل شخصية ضيقة ، يبقي خيار واحد و وحيد ان ايمان الفلسطينين برب العرش قوي جداً بالعامية ( الله معنا ) ، و هذا بالمناسبة الخيار الاقوى و الاوفر حظاً ، زبدة القول ان هذا الميناء العسكري الأميركي يجب مقاومته و يجب ان يكون تحت عين المقاومة على مدار الساعة و الدقائق و الثواني ، اي في حالة تطبيق سيناريو التهجير لاهل غزة من خلاله ، يجب ان يتم استهداف هذا الميناء إلى غير رجعة .