نافع حوري الظفيري
أمد/ انها مرحلة جديدة في كل المقاييس، بل هي ولادة ثانية للكويت التي عاشت مخاضاً طويلاً من الهفوات والصراعات والمهاترات ما افسد الكثير من طبيعتها وجوهرها الاجتماعي والثقافي، واثر على حركتها الاقتصادية، وحضورها الاقليمي والدولي.
لهذا عندما نقول انها مرحلة جديدة فإننا لا نبالغ، بل نقول الحقيقة العارية من اي نزوات او مكاسب شخصية، خصوصا مع اختيار صاحب السمو الامير ولي عهدها لشخصية لها حضورها على كل المستويات، ليكون عضيدا وركنا من اركان القيادة الجديدة، التي بات عنوانها الواضح العمل من اجل نهضة الكويت مجددا، وخروجها من المأزق الذي رزحت فيه كثيراً، الى حد اشاع اليأس في نفوس المواطنين، لكن لحظة الامل حين تشرق تغير كل شيء.
صباح الخالد، مع حفظ الالقاب، ليس رجلاً عادياً، ولا هو طارىء على الشأن العام، اذ يعرفه الجميع من ابناء الكويت، وبالتالي فإن اختياره لمنصب ولي العهد كان بحكمة صاحب السمو الامير، المدرك منذ البدء ان الكويت لا يمكنها الطيران والتحليق في سماء الريادة باجنحة مقصوصة، انما تريد الحرية الفاعلة، الايجابية والمفيدة، وان اكتمال اركان القيادة هو الاساس في هذا الامر.
كذلك ان اختيارات يجب ان تكون على قدر المهمات ومعالجة الصعوبات التي تركتها المرحلة الماضية، وان العضيد لا بد ان يكون على دراية كاملة بالملفات كافة، ولديه خبرة طويلة بالشأن العام، وان يكون متمرسا فيها، من ادنى الدرجات الى ارفعها، وهذا ما ينطبق على سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، العالم بكل الشؤون والمشكلات التي تعاينها البلاد، وايضا المتمرس بالشأن الاقليمي والدولي، وله جولات وصولات فيه.
لهذا يصدق القول ان صباح الخالد يمين العود صاحب السمو الشيخ مشعل الاحمد، هو مكسب للوطن، فهذه المهمة الكبيرة تحتاج الى رجل نظيف اليد واللسان، وهو ما عليه الخالد، الذي تتلمذ على ايدي كل من الشيوخ جابر الاحمد وصباح الاحمد ونواف الاحمد ومشعل الاحمد، وهو ايضا الرجل الذي ادار اكبر مشكلة واجهتها الكويت، بعد الغزو العراقي، الا وهي جائحة “كورونا” بكل اقتدار، بل حولها فرصة للعمل والانتاج، واثبات معدن الكويتيين بالتفاني بالعمل.
لقد عرف عنه انه المتحدث اللبق، الذي يدير النقاشات بما يخدم بلاده، اكان في الداخل او الخارج، وايضا لا يغيب عن اي مناسبات اجتماعية، لانه من المؤمنين ان التواصل مع الناس ومعرفة مشكلاتهم الاساس في الاصلاح، وفي ممارساته السياسة عمل على مبدأ ترك مسافة بين الجميع، حتى حين اراد بعض النواب في مجالس سابقة النيل من شخصه الكريم، اعطاهم درسا في الاخلاق الرفيعة، لانه كما نعرفه المتسامح الى حد الحزم، الحاسم في المعالجات.
ولم يكن اختيار سموه من فراغ، فلقد اثبت عبر نجاحه بكل المسؤوليات التي كلف بها، وتواضعه وإنصاته الكبير للمتحدث الذي أمامه، انه افضل من يتولى هذه المهمة الشاقة والكبيرة، وهذا اساس ثقة صاحب السمو الامير به، لانه اثبت انه رجل دولة من الطراز الرفيع، المتمتع بالهدوء، والذي لديه ملكة الرد المقنع والواقعي على كل كبيرة وصغيرة، رغم انه شديد لكن بعدم الانفعال، فهو لا يتزحزح عن قرار مقتنع به مهما كانت الضغوطات، اضافة الى حبه الكبير لأبناء الوطن، والتحدث بكل أريحية مع المواطنين بكل المناسبات المختلفة.
ان هذه الصفات كلها جعلت سمو الشيخ صباح الخالد يكون ركناً مكيناً من اركان القيادة السياسية الحالية، وبالتالي استقبلت تزكيته لولاية العهد من لدن صاحب السمو الامير بالكثير من الفرح بين المواطنين، والتأييد العارم.
اللهم احفظ الكويت.