أمد/
في حقيقة الأمر كان عدوان ، لأن الحروب بمعناها الحقيقي تكون بين جيشين نظاميين .
أما غزة فقد تعرضت لعدوان اجتمعت فيه كل قوى الشر العالمية ، القوا فيها جحيما من البارود يكفي لتدمير دولة بكل أركانها .
لذا اقل ما يمكن انت يتصف به هذا العدوان هو ابادة جماعية بل تطهير عرقي
لمن لا يعرف غزة فهي 360كيلومتر مربع ، ألقت اسرائيل في هذه المساحة الصغيرة ما يعادل قنبلتين نوويتين بوزن تقريبي 30 الف طن .
47000 من الشهداء ويقول مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إنه يُعتقد أنّ نحو 10 آلاف مفقود من الغزيين مدفونون تحت الركام و 109.378 من الجرحى و المصابين أما عدد الأسرى الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر نحو 10.000 اسير .
انهيار تام لقطاع الصحة ، التعليم ، الدفاع المدني ، البنية التحتية تم تدميرها بشكل كامل .
ووفقا لبيانات أقمار اصطناعية للأمم المتحدة نشرت في ديسمبر، فإن ثلثي المباني في غزة تهدمت أو سويت بالأرض. وهذا يعادل حوالي 69 في المئة من إجمالي المباني في قطاع غزة.
ذكرت تقديرات للأمم المتحدة أن هذا الإحصاء يتضمن ما مجموعه 245123 وحدة سكنية. وقال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إن أكثر من 1.8 مليون شخص يحتاجون حاليا إلى مأوى في غزة.
من هنا يمكنني التأكيد أن الحرب بمفهومها كظاهرة عنف جماعي منظم تؤثر إما على العلاقات بين مجتمعين أو أكثر أو تؤثر على علاقات القوة داخل المجتمع ، قد بدأت بالفعل في غزة حيث أن دوافع الحرب تبدوا واضحة و منطقية ، بأن غريزة البقاء هي أحد أهم محركات و دوافع الحرب .
غريزة البقاء في غزة بمفهومها الحالي لدى 1.8 مليون شخص بلا مأوى هي :
1- توفير المأوى
2- الحصول على الغذاء
في حالة تشبه الفلتان أو اللامسؤولية التي اتسمت بها حماس كمسؤول منفرد عن غزة طوال 13 عام و بعد خوضها معارك مع الاحتلال فهي لم تعلن مسؤوليتها عن الشعب الفلسطيني في غزة ( على لسان مسؤوليها بأن مسؤولية الشعب تقع على عاتق الأونروا ) ولم تتبنى اي إعمار حتى عندما كانت وسيط لم تكن وسيطا نزيها في إعادة الإعمار بل كانت تساهم في إعمار مؤسساتها و مقراتها و منازل قياداتها اولا ثم منتسبيها ثم مؤيديها و الشعب مؤخرا حيث لم يبق الا الفتات و الفتات فقط وكذلك الغذاء و المساعدات أيضا كما في الحق في العلاج للجرحى و المصابين .
من هنا يمكن التأكيد على أن ما تم التوافق عليه بين حماس واسرائيل على الرغم من الغموض و التعتيم على مستقبل غزة يخلق رؤيتين
الأولى
إما أن تستمر حماس في مسؤوليتها عن حكم غزة و ذلك يعيد إلى الأذهان صورة ما دمره الاحتلال في 2008 ، 2012 ، 2014 و 2018 هو الذي سوف يتكرر في 2025 بكل المآسي و السرقات و التلاعب بالاسماء و ترتيب الأولويات حسب الولاءات
الثانية
أن تتبنى منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي و الوحيد للشعب الفلسطيني عملية الإعمار من بعد إعادة سيطرتها و بسط نفوذ السلطة الوطنية الفلسطينية على قطاع غزة
و وضع الخطط والبرامج التي تقوم على اعتبار أن الإعمار واجب وطني ويعود بالنفع اولا على الشعب الذي ضحى بنفسه متمسكا بوطنه وأرضه .
بذلك
تكون منظمة التحرير قد عملت على إجهاض الحلم الصهيوني بإشعال فتيل الحرب الأهلية و الصراع الداخلي في مهده
و قد عملت بأن يكون كل فئات الشعب سواسية في برنامج إعادة الإعمار .