أمد/
عواصم: يقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عقبة أمام مساعي الوسطاء لاستكمال الاتفاق المبرم بين إسرائيل وحماس في 19 يناير الماضي، إذ يصر على تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق التي تنتهي يوم السبت، لأجل استعادة المحتجزين المتبقين في غزة، واستئناف الحرب على القطاع.
ووفقا لـ "سي إن إن" الإخبارية، ورغم "إصرار" نتنياهو على رغبته في إعادة المحتجزين من غزة، قاوم التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس، ولم يتمكن الضغط المستمر من جانب الآلاف من المتظاهرين الإسرائيليين، من حمله على الجلوس إلى طاولة التوقيع.
لكن الضغوط المشتركة التي مارسها الرئيسان الأمريكيان، السابق جو بايدن والحالي دونالد ترامب، نجحت في حمل نتنياهو على الموافقة على هدنة مدتها 42 يومًا لإطلاق سراح 33 محتجزًا إسرائيليًا مقابل أكثر من 1700 سجين فلسطيني، فضلًا عن ضخ المساعدات إلى غزة. وفي نهاية المطاف، تم إطلاق سراح 38 محتجزًا على مدى 39 يومًا، واليوم السبت هو الأخير من الهدنة، وهو اليوم الثاني والأربعون.
وينص اتفاق وقف إطلاق النار على أن الهدنة يمكن أن تستمر طالما أن المفاوضين يتحدثون، والمرحلة الثانية من وقف إطلاق النار التي من المفترض أن تستمر لمدة 42 يومًا أخرى، ستشهد الانسحاب الكامل لقوات الاحتلال الإسرائيلي من غزة، وإطلاق سراح جميع المحتجزين الأحياء الذين يقدر عددهم بنحو 24 رجلًا، مقابل المزيد من الأسرى الفلسطينيين.
المرحلة الثانية.. نهاية الحرب
وتعني المرحلة الثانية من الاتفاق إعلان انتهاء الحرب، لكن شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، نقلت عن مصدر إسرائيلي، قوله: "هذا لن يحدث أبدًا.. وسوف يحرصون على إبقاء الأمر غامضًا قدر الإمكان".
لقد تجاوز نتنياهو الموعد النهائي المحدد في الثالث من فبراير، لإرسال فريق تفاوضي للحديث عن المرحلة الثانية، واختار بدلًا من ذلك زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن. وفي اللحظة الأخيرة، أمس الأول الخميس، أعلن أنه سيرسل فريقًا إلى القاهرة، ولكن بدون كبير المفاوضين، وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، حليفه السياسي المقرب.
حماس ترفض التمديد
ورفضت حركة "حماس" يوم السبت، تمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة "بالصيغة" التي تطرحها إسرائيل، وذلك في اليوم المقرر أن تنتهي فيه.
وتحاول إسرائيل عبر وفدها، خلال محادثات القاهرة، التوصل إلى اتفاق لتمديد المرحلة الأولى من الاتفاق في غزة 42 يومًا إضافيًا.
وقالت الحركة، في تصريحات نقلتها عنها وكالة "رويترز"، إنه لا توجد حاليًا أي مفاوضات مع الحركة بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق، مضيفة أن "الاحتلال يتحمل مسؤولية عدم بدء مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق حتى الآن".
أمريكا يأمل تمديد المرحلة الأولى
وقال المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، لـ"سي إن إن"، إنه يأمل الحصول على تمديد المرحلة الأولى من أجل التفاوض على المرحلة الثانية.
ولا يزال نتنياهو يرفض الإفصاح عن تصوراته لمستقبل غزة بعد الحرب، باستثناء قوله إنه يؤيد خطة ترامب بشأن تهجير جميع الفلسطينيين البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة من غزة، وأيضًا يرفض أن تتولى السلطة الفلسطينية حكم غزة.
وتشير" سي إن إن" إلى أن تمديد المرحلة الأولى إلى أجل غير مسمى من شأنه أن يناسب رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي يريد حلفاؤه المتطرفون في الائتلاف الحكومي البدء في قصف غزة مرة أخرى ثم إعادة إنشاء المستوطنات اليهودية التي أجبرتها إسرائيل على الخروج قبل 20 عامًا.
وتوضح الشبكة الأمريكية أن نتنياهو يسعى إلى إعادة المزيد من المحتجزين إلى ديارهم، مع الاستمرار في إبقاء جيش الاحتلال محشودًا على حدود غزة على أهبة الاستعداد.
ونقلت الشبكة عن المفاوض الإسرائيلي السابق والناشط من أجل السلام جيرشون باسكين، أن "خطة نتنياهو لتمديد المرحلة الأولى من أجل إطلاق سراح المزيد من المحتجزين دون الالتزام بإنهاء الحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة سوف ترفضها حماس بشكل كامل".
وقال "باسكين" إن "مَن هم داخل غزة لن يترددوا في الانتقام من الرهائن إذا استؤنف القتال"، مضيفًا أن "الحرب انتهت حتى لو لم يعترف نتنياهو بذلك.. والبديل لحماس سيكون نتيجة لقرارات سياسية وليس المزيد من الحرب".
مشاورات إسرائيلية حول اتفاق غزة
ويوم الجمعة، أجرى نتنياهو مشاورات حول وضع اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مع وزراء الدفاع يسرائيل كاتس، والخارجية جدعون ساعر، والشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، والمالية بتسلئيل سموتريتش، وزعيم حزب شاس أرييه درعي.
وأشارت تقارير إعلامية عبرية إلى أن المحادثات ركزت على رفض حماس تمديد المرحلة الأولى الحالية من وقف إطلاق النار، ومطالبتها بالتقدم إلى مرحلة ثانية من شأنها أن تشهد نهاية الحرب.
وأعلن مسؤول إسرائيلي، عن عودة فريق المفاوضات من القاهرة، أمس الجمعة، على أن تتواصل المفاوضات اليوم السبت.
ونقلت "القناة 12 " العبرية عن مسؤول إسرائيلي، قوله إن "سبب عودة فريق المفاوضات من القاهرة هو رفض حماس تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق وفقًا للمقترح الحالي"، الذي ينص على تبادل أسرى بين الجانبين، وأشار إلى أن "الوسطاء يواصلون محاولات التوصل إلى اتفاق حتى نهاية الأسبوع".
محاولات لتمديد المرحلة الأولى
ونقلت وكالة "رويترز" عن مصادر مطلعة على المفاوضات، قولهما إن "الوفد الإسرائيلي في القاهرة يحاول التوصل إلى اتفاق لتمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار في غزة 42 يومًا إضافيًا".
ومن جانبها، شددت حركة حماس في بيان أصدرته، أمس الجمعة، على التزامها بتنفيذ كل بنود اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى مع انتهاء المرحلة الأولى منه مساء السبت، ودعت الوسطاء إلى الضغط على إسرائيل للدخول فورًا في المرحلة الثانية منه.
في هذه الأثناء، قال دبلوماسي غربي كبير لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل" العبرية، أمس الجمعة، إن إسرائيل تستعد للعودة إلى الحرب على غزة، معتقدًا أن وقف إطلاق النار لن يستمر لأكثر من عدة أسابيع أخرى.