سري القدوة
أمد/ مع حلول شهر رمضان المبارك ما زال يعيش نحو مليونيْ فلسطيني في قطاع غزة مهجرين قسرا، ويعانون ظروف قاسية تفتقر لأبسط مقومات الحياة الآدمية وسط الحرمان، والجوع، وانتشار الإمراض في أماكن نزوحهم القسري، إضافة الى ما يزيد على 30 ألف ضحية، وأكثر من 7 آلاف مفقود، وأكثر من 70 ألف جريح، جلّهم من النساء والأطفال والشيوخ، عدا عن تدمير نحو ثلثي المنازل والبنية التحتية، الى جانب الكارثة الصحية والطبية نتيجة استهداف الاحتلال المرافق الصحية، وخروج معظم المستشفيات عن الخدمة .
آلة القتل والتشريد الإسرائيلية تستمر في حصد أرواح أبناء شعبنا منذ نحو خمسة أشهر إضافة لسلاح الجوع الذي أصبح وسيلة الاحتلال للفتك بهذه الأرواح البريئة نتيجة للحصار ومنع دخول المساعدات الإنسانية على كافة أشكالها وأنواعها، رغم قراري مجلس الأمن الدولي، وقرار محكمة العدل الدولية، التي طالبت جميعها إسرائيل بإدخال كل تلك المساعدات وعدم عرقلة إيصالها لقطاع غزة .
وبالمقابل تواصل حكومة الاحتلال سياستها الهادفة إلى منع إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس، من خلال استمرار الاستيلاء على الأراضي والتوسع الاستيطاني، وان جميع الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967 هي أراض فلسطينية ملك للشعب الفلسطيني، وأن سلطات الاحتلال تمعن في تحدي الشرعية الدولية وقراراتها التي أكدت عدم شرعية الاستيطان في جميع الأراضي الفلسطينية، بما فيها القدس الشرقية .
ويأتي إعلان حكومة التطرف الاستيلاء على مساحات واسعة من أراضي الضفة الغربية شرق القدس في إطار استمرار مخططها في عزل المدينة عن محيطها الفلسطيني واستكمال للحرب الشاملة التي تشنها ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته الإسلامية والمسيحية .
لقد فشلت لحى ألان كافة الجهود المبذولة لوقف إطلاق النار وإنهاء هذه الحرب الإجرامية الفاشية أمام الغطرسة الإسرائيلية، وعجز المجتمع الدولي ومؤسساته عن تنفيذ قراراته، التي طالبت مرارا وتكرارا بوقف الإبادة الجماعية وإلزام الاحتلال بالقوانين الدولية واتفاقيات جنيف، والتوقف عن ارتكاب المزيد من جرائم الحرب .
وفي هذا النطاق يجب على المجتمع الدولي وكل الشعوب المطالبة بالسلام والحرية والحياة بذل كل جهد ممكن لوقف الكارثة التي يعيشها أبناء شعبنا وان يكون صوتهم عاليا ضد هذه المذابح والمجازر والإبادة المتعمدة، والعمل مع بلدانهم وكافة الجهات والمؤسسات الدولية والإطراف ذات الاختصاص لوقف فوري لإطلاق النار، والسماح بإدخال المواد الاغاثية والطبية منها بشكل عاجل، والكف عن الإمدادات العسكرية لإسرائيل التي تسهم في قتل أبناء شعبنا .
ولا يمكن استمرار فشل مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار بعد مضي أكثر من خمسة شهور على العدوان الظالم ومنح حكومة الاحتلال الوضع القانوني والسيطرة العسكرية وإعادة احتلال قطاع غزة دون التدخل لحماية الشعب الفلسطيني ووقف العدوان الهمجي التي تمارسه حكومة التطرف الفاشية، ويجب العمل على مواصلة الجهود لوقف ما يتعرض له شعبنا من قتل واعتقال وتوسع للاستيطان، واستهداف المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة، والاقتحامات اليومية للمدن والقرى الفلسطينية والتنكيل بالمواطنين .
ولا بد من المجتمع الدولي تحقيق العدالة والسلام للشعب الفلسطيني والعمل على إنهاء أطول احتلال عسكري بالتاريخ المعاصر والتدخل لمنع تفاقم معاناة شعبنا ليعيش حرا كريما في دولته المستقلة وعاصمتها مدينة القدس وعودته إلى أرضه وفقا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة وأن يعم الأمن والاستقرار في المنطقة .